كثيرة هي المشاكل و الازمات في العراق والتي استمرت ١٨ عام بالاضافة الى عدم توافر الخدمات و غيرها الكثير من العوامل التي تؤثر على نفسية المواطن بشكل كبير تجعله مواطن سلبي في الحياة قليل العمل ضيق التفكير محدود القابليات سريع الغضب وغيرها من الصفات غير الجيدة.
ان الضغوط النفسية المستمرة على اي مجتمع او فرد تعزز الامراض النفسية التي وان كانت بسيطة لكنها تنموا داخل الانسان في حال استمرار الضغط بالاضافة الى ظهور امراض نفسية جديدة تصل الى حد القتل، و قد حدث ان سمعنا قتل اشخاص بسبب لعبة كرة قدم او مشكلة اطفال او سرقة طيور وماشابه من اسباب تبدو بسيطة لكنها سببت مشاكل كبيرة بسبب تازم المجتمع على مدى سنوات.
الحلول عديدة وتتخذ عدد من الجوانب الاقتصادية و السياسية وغيرها لكن ابسطها و اسرعها و اكثرها فائدة وتاثير على كل العراقيين هو ابتكار “وزارة التسلية”.
قد يبدو الاسم مخيف للبعض الذي اعتاد على بؤس الحياة و مشاكلها لكن واجبات بسيطة مقابل نتائج كبيرة، فأهداف الوزارة تتلخص في
(تسلية المجتمع بشكل راقٍ و مجاني او مقابل اجور بسيطة جدا و المساهمة في تثقيف المجتمع بشكل ترفيهي، و تخفيف هموم المواطن المستمرة منذ سنوات)
اما تطبيق هذه الاهداف فهو سهل جدا لكن يحتاج الى ذوق و فكر متفتح لاشخاص مثقفين غير تابعين لاحزاب رجعية، فمن السهولة ان توفر الوزارة في كل محافظة مسرح عام في منطقة مخصصة للاحتفالات “كساحة الاحتفالات في بغداد” محاطة بالحدائق و مدن العاب صغيرة و محلات لبيع الطعام و الشراب.
يتم في منطقة الاحتفالات وفي نهاية كل شهر مثلا احضار فرق عراقية او عربية او اجنبية للعزف من ثقافات اخرى، احضار الموهوبين من اصحاب العاب الخفة و “ستاند اب كوميدي” اي اصحاب القدرة القاء النكات، الممثلين المسرحيين لعمل مسرحيات بسيطة بعيدة عن “المسرح التجاري الهابط المنتشر حاليا” معارض لوحات فنانين محليين، مهرجانات مثل “مربي الطيور او الحيوانات، الفلاحين، عرض المنتج المحلي” كذلك دعوة مغنيين محليين لغناء التراث او الاغاني الحديثة و الاجنبية، كما يمكن دعوة السفارات الاجنبية لعرض ما تملك من فعاليات في ساحة الاحتفالات الخاصة بكل محافظة.
بالاضافة الى توفير ابنية و تماثيل و ديكورات في منطقة الاحتفالات تكون غريبة مثل “مناطق خاصة لصور السيلفي، تماثيل شخصيات كارتونية، ممرات طويلة ملتوية مزروعة بالزهور وديكورات من غابات غريبة، مناطق خاصة لالتقاط الصور تكون بخلفيات رائعة وغيرها الكثير من وسائل التسلية المجانية.
منطقة الاحتفالات المقترحة تكون منظمة بشكل عالٍ و تراقب بالكاميرات و تخضع لاجراءات الامن لكي يشعر الزائر بالراحة، وفي نفس الوقت توفر محلات او اكشاك تكون راقية بسيطة ورخيصة الايجار لكي تكون متاحة للجميع لاستثمارها.
ايضا من واجبات وزارة التسلية توفير المعلومات السياحية عن كل محافظة لاننا لا نعرف الا القليل جدا عن كل محافظة عراقية بل هناك محافظات لانعرف ماتملك من معالم سياحية، عن طريق طباعة البوسترات و الكتيبات و الترويج عن طريق صفحات السوشي ميديا والتي ترسم خارطة لكل مواطن عن المواقع السياحية وكيفية وضع خطط لزيارتها مثل “اين يذهب من اين يبدا ماذا يزور وهكذا”.
كما تشرف وزارة التسلية على الية توفير التسلية في كل المحافظات و ادارة مشاريع التسلية المجتمعية و وجمع بيانات و نتائج عمليات التسلية.
وقد يشتبه اسم وزارة التسلية مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار وهنا فرق كبير بين عمل الوزارتين فوزارة التسلية هي التي تختص بعمليات التسلية و دعوة الفرق الفنية و الفنانين و الممثلين و ادارة المهرجانات وابتكارها و تنظيم عملية التسلية في المناطق حسب حاجتها و ابتكار اساليب تسلية جديدة للمجتمع، اما وزارة الثقافة و السياحة و الاثار فعملها يختص بجوانب التطوير و اصدار قرارات و تخصيص اموال لاعادة اعمار او صيانة او تعديل مناهج وماشابه ذلك بالتالي هناك فرق شاسع بين عمل الوزارتين.
ان وزارة التسلية ليست بفكرة جديدة في المنطقة فدول مثل الامارات تملك وزارة السعادة و السعودية تملك الهيئة العامة الترفيه، كيلا الوزارتين تعملان على نفس الاهداف وهي “توفير السعادة و الترفيه و التسلية للمواطن” لرفع الضغوط النفسية عنه.
ان مجال التسلية لايقتصر على الترفيه عن المواطن بل له جانب اقتصادي كبير جدا فدائما مع وجود التسلية توجد النفقات المالية المباشرة “والتي تصرف على المناسبة” و غير المباشرة “والتي تصرف على وسائل النقل و الطعام و الخدمة و الامن وتوفير الحاجات وغيرها” بالتالي وزارة التسلية ستكون باب لادارة مشاريع كبرى توفر الترفيه و العمل في آن واحد.
لكن يبقى السؤال هل تتوفر هذه العقلية التي تعمل على توفير التسلية للمجتمع لترفع عنه هموم الحياة من جهة و توفر له العمل في هذا المجال من جهة اخرى !