بلاد الرافدين غارقة بالجفاف

نهران كبيران و روافد و بحيرات اصطناعية و طبيعية وسدود لخزن المياه كلها موجودة في العراق الذي يسمى بلاد النهرين، هذه البلاد التي قد يتوقع البعض انها تملك خزين كبير من النفط و الماء وان هذه البلاد لن تعاني من الجفاف.

ان العراق يواجه خطر الجفاف بشدة لسببين الاول: عامل خارجي لايمكن التحكم به وهو الاحتباس الحراري وعمليات تبخر المياه و الاجراءات الاستباقية لخزن المياه من الدول المحيطة بالعراق، حيث تشكل جميعا خطر محدق بالثروة المائية لايمكن التحكم بها، اما السبب الثاني داخلي يمكن التحكم به وهو سوء تخزين المياه وعدم اضافة سدود و بحيرات اصطناعية جديدة منذ عام ٢٠٠٣ وكذلك استخدام اساليب ري قديمة “التفييض” وليس “اسلوب التنقيط” الحديث.

هذان العاملان الخارجي و الداخلي يغرقان العراق في جفاف في المستقبل المنظور حيث تاثيراتهما بدأت تظهر بشدة منها، انخفاض الحصص المائية للفلاحين و انخفاض منسوب مياه دجلة و الفرات “حتى ولصلت الى مستويات يمكن عبور النهر سيرا على الاقدام” وايضا تقلص حجم البحيرات بنسب تصل الى اكثر من ٢٠% و انخفاض نسب مياه السدود و الاخطر امتداد اللسان الملحي لشط العرب الى داخل الارضي العراقية بعد ضعف تدفق نهري دجلة و الفرات.

هذه التأثيرات التي ستزداد في المستقبل القريب “خلال ١٠ سنوات” ستتحول من مشكلة الى ازمة تؤثر على قطاعات عدة منها الثروة الزراعة و الحيوانية والتي بدورها ستؤثر على الاقتصاد الانتاجي و تضغط على الميزانية التي سيحول جزء منها الى استيراد مواد اساسية كانت تنتج في الداخل، من جهة اخرى تاثيرات ديموغرافية فجفاف المحاصيل و تقلص الحصص المائية يؤدي الى هجرة الريف الى المدينة وتحول المساحات الزراعية الى صحارٍ جرداء.

مقابل هذه التاثيرات هناك تحذيرات من خبراء و مسؤولين لكن لا ترفاقها اجراءات سريعة اساسية لمعالجة هذه المشاكل، بالتالي الحدار نحو هاوية الجفاف بدأ بالتسارع.

ومن المحلول المقترحة على المستوى الداخلي الذي يمكن التحكم به هي: التحول السريع الى انظمة الري بالتنقيط وليس التفييض، تخطية البحيرات الصغيرة و الروافد بالواح تقلل عمليات التبخر “كما حدث في واحدة من بحيرات لوس انجلس التي غطيت بكرات سوداء تقلل التبخر” والخطوة الاكثر جرءة و التي من المتوقع ان تتجه لها كل الدول التي تعاني من الجفاف وانخفاض نسب المياه وهي “توزيع حصص مياه للمواطنين محددة” كما هو الحال في الاردن كمثال ياتي المياء اسبوعيا ضمن حجم محدد للفرد بالتالي تكون مسؤولية الافراد الحفاظ على المياه، ايضا يمكن الاستفادة من مياه السيول القادمة من الدول المحيطة مثل القادمة من ايران “حيث تنهمر بشكل دوري مجتازة حدود العراق بشكل كبير حتى انها تسبب كوارث غرق منازل” والاهم البدء بمشروعي تحلية مياه البحث “وان كانت العملية مكلفة” و شراء المياه من الدول المحيطة بالعراق مقابل النفط “الذي يتوفر اكثر من المياه”، مجموعة الحلول التي تم طرحها هي من عدد من الخبراء الذين يرون ان للمياه اثر في انعاش الاقتصاد العراقي على المدى البعيد يقارب النفط.

الاستنتاج: ان الجفاف الذي بدأ يضرب بلاد النهرين سيتجه نحو كل دول المنطقة بالتالي اتخاذ اجراءات حفظ المياه قد تتحول الى ضرورة قصوى للحفاظ عليها.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: