عراق مابعد فايروس كورونا اوقع فايروس كورونا ازمات كبيرة اقتصادية و سياسية في دول العالم لكن في العراق كان للبعض طوق النجاة من ضغط التظاهرات على الحكومة واصحاب القرار الذين عجزوا عن التوافق و العمل بمطالب المتظاهرين الهادفة لبناء وطن يتمتع اهله بسيادة القرار السياسي و العيش الكريم وتوزيع عادل للثروات. مابعد فايروس كورونا من المرجح ان نشهد تحرك اجتماعي قوي يفرض التغيير ويجعل عراق مابعد كورونا مختلف جذريا، هذا التحرك يستند الى عدة عوامل لكن اهمها. عودة التظاهرات بقوة هائلة، المتظاهرون احتاجوا الى اعادة ترتيب اوراقهم وصفوفهم و العودة الى منازلهم بعد صراع طويل كان يراهن على كسر ارادتهم، نعم انتصروا بلعبة الصبر، لكنهم خاضوا الامرين، بالتالي يمكن اعتبار حظر التجوال و العودة للمنازل هي مرحلة للراحة و الانطلاق مرة ثانية بقوة لكن هذه المرة بتركيز وتنظيم اعلى لتحقيق نتائج اكبر تهدف الى فرض تغيير شامل بالقوة السلمية و الدستورية و ازاحة كاملة لجيل سياسي و احزاب. انتخابات ونفط، عنصران لن يكونا كما مضى، فالانتخابات لن تمرر نتائجها المزورة وتفرض على العراقيين، الشعب سيكون المراقب و الحكم في قبولها دون الاعتماد على توقيع و موافقة السلطات المسؤولة، لان الوعي الوطني وارادة التظاهر التي حققت انتصارات كثيرة واقفة بالمرصاد للمزورين، اما الاقتصاد الريعي المعتمد على بيع النفط سيكون من الملفات المطلوب معالجتها بشدة على يد الطبقة السياسية الجديدة التي لاتملك جنسيات و استثمارات خارج العراق، هذه الطبقة تشعر باهمية تعدد مصادر الدخل المالي للميزانية والذي يعني تنوع فرص العمل وخلق صناعات جديدة تسهم في القضاء على الفقر. البنية الصحية، ازمة كورونا كشفت بشكل واسع ضعف البنية الصحية وركزت الانظار على هذا القطاع، فنسبة كبيرة من العراقيين يتوفون جراء نقص المعدات الطبية و الادوية و المستشفيات قبل ظهور فايروس كورونا، ومع ظهوره ازدادت مراجعة المستشفيات وادرك الكثيرون ان العراق لايملك الشيء المناسب للرعاية الصحية، لذلك مابعد كورونا اعادة بناء القطاع الصحي سيكون مطلب اساس. الطرف الثالث، الاجهزة الحكومية لم تتوصل الى هوية الطرف الثالث لكن المطالب لمعرفة هويته و محاكمة هذا الطرف لن تتوقف بل انها اساس انطلاق التظاهرات وقد تكون هناك حركة للقضاء على الطرف الثالث، خاصة مع استمرار عمليات اغتيال المتظاهرين و تحول الامر الى ثار من اجل دماء الشهداء. قائمة اصلاحية طويلة، قائمة المطالب في العراق ليس لها نهاية و هي نتيجة تراكمات اخطاء الماضي جميعها تضغط على المجتمع ليخرج ويغير جذريا خاصة بعد معرفة سر اللعبة وهو التكاتف الاجتماعي و التضحية في سبيل الوطن. حقيقة واحدة، الازمات الكبيرة تحدث تغييرات كبيرة في القطاعات الاكثر فشلا، و في العراق اكثر القطاعات فشلا هما السياسية و ادارة الحكومة، لذلك قوة التغيير الان كامنة وتزداد كلما طالت ازمة كورونا وستتفجر بقوة مع نهاية الازمة لتغير العراق جذريا.
العراق ما بعد فايروس كورونا
