الاكثر تاثير و الاكثر متابعة في السوشل ميديا

مازالت السوشل ميديا او كما تسمى الاعلام البديل تحقق انتشارا و تاثيرا في المجتمع العراقي، ففي كل عام تظهر حسابات و شخصيات تملك متابعات او صداقات بارقام كبيرة وتصبح حديث الشارع و المجتمع اي بما يسمى “الترند” والذي يتنافس عليه الكثيرون من رواد السوشل ميديا ليحققوا الشهرة و التاثير في المجتمع.

ومع المشاركة الاجتماعية الواسعة في السوشل ميديا ظهرت حسابات بارقام كبيرة جدا قد يستغرب البعض انها لا تقدم محتوى ذو اهمية او موثوق المصدر او لا يستحق المشاهدة اصلا، كما ان بعض الشخصيات تقدم محتوى و رسالة هابطة المستوى الاخلاقي و اللغوي، ورغم ذلك يكسبون اعداد كبيرة من المتابعات و شهرة واسعة.

بالمقابل الحسابات الشخصيات الكفوءة علميا و ثقافيا كإعلاميين و مُمثلين و اساتذة و مفكرين او حسابات تقدم معلومات موثوقة في كافة المجالات لا نرى لها متابعات كبيرة، فهل هناك مشكلة !

هنا يجب التفريق بين مصطلحي ( الاكثر تاثير و الاكثر متابعة ) حتى لا تخلط الاوراق و يتم اتهام المجتمع بانه لا يشجع الشخصيات المرموقة و الحسابات الراقية وانه داعم لمن يقدم محتوى غير مفيد وخارج عن الاخلاق.

اولا: الاكثر تاثير: هي الحسابات التي تملك اعداد صغيرة من المتابعين او الصداقات لكنها نوعية جدا بمعنى كفاءات علمية اكاديمية مدراء عامين شخصيات حكومية وجمهور واعٍ فكريا لديه قضية او غاية يسعى لها ليحققها، يجدونها لدى هذا الشخص او الحساب الذي وقد يكون حساب سياسي او اقتصادي ثقافي او لشخصية مفكرة او اكاديمية وماشابه ذلك، الحسابات “الاكثر تاثير” تقوم بمهمة تغيير وارشاد الرأي العام و نشر معلومات وكشف حقائق و تقديمها للعامة لتثير عاصفة فكرية توعوية جدلية تؤدي الى تغيير اجتماعي او ثقافي او فكري، وقد تكون حسابات اخبارية فيها مصداقية عالية تُعتمد من قبل الجمهور في كثير من الاوقات.

بالتالي الاكثر تاثير لايحتاج الى متابعات وصداقات مليونية بل قد لايصل الى ذلك لانه يؤثر على قادة و مؤثري المجتمع والذين يقودون التغيير او ينقلون التاثير بالمعلومة و الراي و الخبر الى باقي طبقاته.

ثانيا: الاكثر متابعة: هي الحسابات التي تقدم اما ترفيه راقٍ او مهازل مبتذلة ومعلومات غير مفيدة يجتمع عليها نوعان من الجمهور، الذي يطلع باستغراب و استنكار و الذي يستمتع بالمحتوى المقدم، وكيلا الجمهورين لا يتاثرون ولا يستمعون لاي نوع من الرسائل المقدمة من هذه الحسابات، فهي تجمع الكثير ولا تؤثر او تغير مهما اصدرت من رسائل للجمهور.

هنا نستنتج ان الاكثر تاثير في الاعلام البديل “السوشل ميديا” موجودون والمجتمع يعرفهم جيدا و يتاثر او يشاهد ويقرا ما يصدرون، بالمقابل الاكثر متابعة ارقامهم كبيرة لكن تاثيرهم محدود ويكاد ان يكون منقطع.

هذه الفروقات الجوهرية توضح ان العدد لايعني موافقة الجمهور على مايقدم او تاثرهم به بالتالي لا يمكن تسمية الحسابات و الشخصيات التي تملك ارقام كبيرة بانهم “المؤثرون في العراق او في السوشل ميديا” بل المؤثرون هم الحسابات و الشخصيات الفكرية الثقافية العلمية التي امتلكت خبرات عملية طويلة في مجالها او وشهادات اكاديمية و من هذه التراكمية قدمت و صنعت رسائل للجمهور تنشرها عبر حساباتها في السوشل ميديا.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: