الارهاب و البتكوين

يواجه الإرهابيون ومن يمولهم أزمة مالية كبيرة إثر الحملة العالمية لتعقب وحجز التحويلات المالية والكشف عن مصادر التحويل، استلام هذه الأموال صار صعبا إثر الرقابة المفروضة من قبل الدولة ومكاتب تحويل الأموال، بسبب ذلك قد تكون البتكوين هي البديل للإرهابيين في تعاملاتهم، فالفكرة الأساسية لعملة البتكوين هي عدم ارتباطها بحكومة أو مؤسسة تسيطر عليها، فهي عملة حرة في العالم تزداد ذاتيا عن طريق عمليات حاسوبية مُعقدة وترتفع قيمتها كلما تم شراؤها، فهي حاليا أغلى من الذهب بسعر أكثر من ألفي دولار، ومنذ نهاية عام 2016 وحتى الآن إجمالي قيمة التداول العالمي للبتكوين 14 مليار دولار. للبتكوين أربع خصائص خطيرة قد يستفيد منها الإرهابيون. أولا: إمكانية التحويل لأي مكان بالعالم وخلال 15 دقيقة فقط، مع عدم كشف اسم المرسل والمستلم وعدم وجود طرف ثالث يمكنه السيطرة على عملية التحويل، ويمكن إجراؤها في أي وقت وبأي مبلغ دون غطاء مُحدد، وقد يتجه الإرهابيون إلى جمع التبرعات المالية عن طريق وضع رقم حساب البتكوين ليتم التحويل له عبر العالم، فحتى لو تم نشر حساب البتكوين لن يستطيع أحد تعقبه وإيقافه، وهذا يوفر السرية لداعمي الإرهاب. ثانيا: يستطيع أي شخص تحويل المال الحقيقي إلى بتكوين من أي مكان في العالم بطريقتين: شراء إلكتروني من حساب دفع إلكتروني مثل باي بال، فيزا، أو تحويل من حساب بنك إلى مواقع شراء البتكوين. الطريقة الثانية: تحويلها بالصراف الآلي في بعض الدول الأوروبية من ورقي إلى بتكوين، وأيضا يمكن تحويل البتكوين إلى مال حقيقي عن طريق الصرافات الآلية، البنوك العالمية التي تعتمدها، عرضها للبيع في الإنترنت، فهي وسيلة لإخفاء المال بتحويله إلى إلكتروني غير مكشوف وخزنة بعيدا عن الرقابة، وبعدها إعادة تحويل المال الإلكتروني إلى ورقي، بالتالي قد يتمكن الإرهابيون من تحريك أموالهم بسهولة بتحويلها وإرسالها إلى أي شخص ومكان في العالم، ويقوم هو بالذهاب إلى الصراف أو البنك الذي يتعامل معها (وهي متوافرة في الإمارات أيضا) لتحويل البتكوين إلى مال حقيقي. ثالثا: تتعامل أسواق إلكترونية كثيرة بالبتكوين، خاصة في الإنترنت الذي يستخدم لبيع الممنوعات والأسلحة والوثائق (the darkweb) المظلم المزورة، حيث يكثر استخدام البتكوين لإخفاء هوية المرسل والمستلم من رقابة الحكومة، وتسهيل شراء الممنوعات. رابعا: البتكوين تحول الهاتف والحاسوب إلى بنك كامل له قدرة السحب والإيداع، تحويل واستلام المال والإقراض من فرد إلى آخر مباشرة دون وسيط، وإمكانية إنتاج المال، فهناك عملية تسمى تتم عن طريق الهواتف والحواسيب، ورغم (Bitcoin mining) تعدين العملة أنها لا تنتج الكثير من المال، لكن بشراء حواسيب مخصصة للتعدين متوافرة على الإنترنت تستطيع من المنزل إنتاج ما يقرب الألف دولار كل ثلاثة أشهر تقريبا وبيعها، وقد تزداد أسعار البتكوين في البورصة العالمية لتعطيها قيمة أعلى، وهناك خدمات للاشتراك مع شركات عالمية مختصة بالتعدين الإلكتروني لينتج البتكوين بتكلفة أقل، بالتالي يفتح تمويلا ذاتيا إضافيا للإرهابيين. إن التركيز على تعاملات البتكوين وإيجاد الطرق للتعرف على مستخدميها يعد واحدا من أساليب القضاء على الإرهابيين، فإيقاف التمويل المالي بكل أشكاله واتخاذ الإجراءات الضرورية مسبقا يعني إيقاف العمليات الإرهابية.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: