تعتبر الانتخابات القادمة مهمة جدا لان فيها امل كبير في التغيير خاصة وان الوعي تغير عند اغلبية العراقيين بعد تظاهرات تشرين التي اذابت جميع الدعايات الطائفية و القومية التي استخدمتها بعض الكتل السياسية و الاحزاب للبقاء في السلطة و بناء جمهور خاص بها. لكن الوعي السياسي و الوطني لايكفي لتغيير شكل العملية السياسية، بل يجب تحويل هذا الوعي الى مشاركة سياسية تتم عن طريقين، الاول: دعم كتلة سياسية يُجمع العراقيون و المتظاهرون على شخصياتها، يتم انتخابها لتكون اضافة جديدة في البرلمان العراقي تمثل شريحة واسعة من العراقيين. ثانيا: تحويل وعي وجهود المتظاهرين الى كتلة سياسية تشارك في الانتخابات، تجمع كل اطياف العراقيين و ترشح شخصياتها بناء على الخبرة و الكفاءة العلمية وغيرها، تستند هذه الكتلة على اصوات المشاركين في التظاهرات وداعميها من ابناء المجتمع العراقي. هناك عامل مهم تتفوق فيه الكتل السياسية الحالية على جميع جهود التغيير و هو “التوافق في الانتخابات” فجميع الكتل المتخاصمة في البرلمان ومهما بلغت درجة الخلاف بينهم، يتوحدون في تحالفات انتخابية ليضمنوا الفوز بالانتخابات و البقاء في السلطة، حتى الكتل التي لاتجمع اصوات وتخسر مقاعد تدعمها باقي الكتل في التحالف السياسي لتبقى في السلطة، لذلك لم تتغير الوجوه السياسية كثيرا منذ اعوام. بالتالي من يريد ان يحقق التغيير يجب عليه ان “يتوافق مع الاخرين” ليُكون تجمع يهدف الى، اما تكوين كتلة سياسية من المتظاهرين او دعم قائمة تحتوي على شخصيات وطنية، خلاف ذلك من الصعب ايجاد حلول اخرى لانها ستكون مكررة. ان التوافق بين المتظاهرين المدعومين من المجتمع العراقي ان تحول الى كتلة سياسية او تجمع لدعم قائمة مشاركة في الانتخابات هو اساس التغيير في العملية السياسية، وهو الذي يرفع مستوى التحدي تجاه الكتل السياسية الحالية، فهي تتفوق كثيرا في التوافق السياسي قبل الانتخابات، اما باقي العوامل التي تستخدمها الكتل مثل التزوير و الاعلانات التلفزيونية فهي عوامل تاثير لكنها لم تكن حاسمة بشكل كبير اذا قورنت بتحالفات مبنية على اساس طائفي قومي او غير ذلك. وقد يقترح البعض عدم المشاركة في الانتخابات لكن هذا الاجراء يفتح الباب امام جمهور الكتل السياسية ان يشارك ويثبتها في السلطة، واذا تم اختيار استمرار التظاهرات فعلى المدى الطويل قد تضعف خاصة و ان الحكومة ستصرح بان المتظاهرين لم يشاركوا في الانتخابات ليغيروا الواقع. اذا الحل في يد المجتمع العراقي و المتظاهرين ان توافقوا وشكلوا تحالف من كل ابناء العراق وحولوا هذا التحالف لكتلة سياسية مشاركة في الانتخابات او اصوات داعمة لكتلة سياسية يستطيعون ان يحققوا تغيير كبير في العملية السياسية، و قد يكون خطوة اولى لازاحة كل الكتل السياسية الممسكة بالسلطة منذ عام ٢٠٠٣ الى اليوم، اما اذا لم يتحرك الشباب و المجتمع العراقي الى تحويل ما يملكون من وعي سياسي الى شيء مؤثر فستستغل الكتل السياسية هذه الحالة وتحرك جماهيرها نحو الاقتراع لتبقى دون اي منافس سياسي جديد يغير الحالة مستقبل العراق.
تحالف المتظاهرين خطوة نحو التغيير
