مركز ادارة الازمات الاعلامي الاعلام البديل او اعلام مواقع التواصل الاجتماعي تحولت الى اهم اداة لادارة الراي العام و التاثير و تغيير قناعات الجمهور نحو القضايا و الازمات و المشاكل. فالاعلام الحكومي لم يعد كما في السابق يقود الراي العام و يصنع قناعات الجمهور بحسب رغبته لان الاعلام البديل يقف حاجزا امام ما يبث من اخبار و صور ليكذبه او ينفيه او حتى يكشف اهدافه. و رغم ايجابيه الاعلام البديل و تحوله الى سلطة رقابة على اداء الحكومة لكن في بعض الاحيان يتحول الى حالة سلبية خاصة و ان من يدير الاعلام البديل اشخاص غير اعلاميين او كفء قادرين على قيادة الراي العام بل ان البعض يمتهن التاجيج و اختلاق اخبار غير صحيحة لكي يحقق هدف الاثارة على صفحته الشخصية. هذه الاثارة التي يسعى اليها مدراء الصفحات الاخبارية على فيس بك او اصحاب حسابات التواصل الاجتماعي لها تاثيرات كبيرة على المجتمع فهي تسبب حالة من الهلع و الذعر اثناء وقوع الازمات و الكوارث. ولان العراق اليوم قاتل و مازال يقاتل قوى الارهاب المتمثلة بداعش وفي نفس الوقت يقاتل العصابات الاجرامية اضافة الى انه في مرحلة البناء بعد خروجه من حروب طويلة، لذلك هو معرض على مدار الساعة لحصول كوارث و ازمات تتحول جميعها الى مواد مهمة لاصحاب الصفحات و المواقع الاخباريةلاضافة الاثارة عليها. هنا يجب ان نؤسس او نملك ”مركز ادارة الازمات الاعلامي“ يختص في متابعة صفحات الفيس بك و الحسابات التي لديها اكثر من ٥ الاف متابع و المواقع الاخبارية غير المسجلة في نقابة الصحفيين في فترة الازمات و الكوارث او الانتخابات او اي حدث اخر لكي يقف على ماتبثه هذه الصفحات من اخبار قد تكون غير صحيحة يتم تداولها من قبل الجمهور، تؤثر على الراي العام تجاه الحكومة و القيادات الامنية، بل قد تجعل الراي العام ساخطا على جهودهم في حين ان الجهات الامنية او الخدمية تقدم جهد رائع. ايضا مركز ادارة الازمات الاعلامي يمكن ان يكون الجهة المسؤولة عن تدريب و تهيئة الكوادر التي تعمل كناطق اعلامي بأسم الوزارات و الهيئات الحكومية، لان وظيفة الناطق الاعلامي من اهم الوظائف فهو يمثل وزير و وزارة في وقت الازمة و الكارثة، و كل كلمة و تصريح يكون حاسما و مهما في الاوقات الصعبة، علما ان تصريح الناطق الاعلامي لا يكون للجمهور العراقي فقط بل تاخذه باقي القنوات ويتحول الى خبر عربي، لذلك من يتبوء وظيفة الناطق الاعلامي عليه ان يكون مدربا مهيئا لهكذا منصب مهم. حتى الوزراء و المسؤولين و المدراء العامين يمكن ان يشرف المركز على تدريبهم على مهارات التعامل مع وسائل الاعلام و كيف يمكن للمسؤول ان يظهر بتصريح مليئ بالثقة يشعرها الجمهور في وقت الازمات ليزداد ثقة بالحكومة و كوادرها. ويمكن لمركز ادارة الازمات الاعلامي تحضير سيناريوهات ازمة مُسبقا ليتم تداركها بالتعاون مع الاجهزة الامنية و المسؤولين و اجهزة الدولة الاعلامية. ويقوم مركز ادارة الازمات الاعلامي بكذيب الاخبار التي تبث عن طريق الصفحات و المواقع غير الموثقة و إعلام المشاهد بالنفي و الحقيقة، حتى يتسنى للجمهور معرفة ان الصفحة او الموقع او الشخصية التي يتابعها قامت بشكل متعمد او خاطئ بنشر خبر او تصريح خاطئ، بالتالي هي وظيفة لحماية الحكومة من الاساءة اليها. بالاضافة الى قياس الراي العام العراقي في قضايا الرضا و عدمه عن الحكومة، التاييد للقرارات و الانظمة الحكومية، رغبة الجمهور في حل قضايا معينة على حساب اخرى، كل هذه المعلومات يراقبها مركز ادارة الازمات الاعلامي من الاعلام البديل ”وسائل التواصل الاجتماعي“ و يحولها الى قراءات بيانية و تقارير تُرسل الى الوزارات و الرئاسات لكي تناقش مايرغبه الجمهور، فمثلا لا يمكن معالجة قضية التصحر على حساب قضية اصدار قوانين جديدة لرواتب المتقاعدين او الموظفين، فالعراق يمر بمرحلة بناء يجب على السلطات التشريعية و خاصة البرلمان الذي يمثل الشعب ان يعرف ما حتاجه الجمهور. ورغم ان وزارة الداخلية تملك قسم مكافحة الشائعات مع وجود اقسام اخرى تهتم بمراقبة الاخبار لكنها تعمل منفردة لا تشترك جميعها تحت ادارة غرفة عمليات تجمع المعلومات من كافة الاقسام لتخرج بنتيجة واحدة لذلك قد يكون مركز ادارة الازمات الاعلامي جامعا لكل هذه الاقسام، ان المركز يختلف عن دائرة العلاقات و الاعلام في وزارة الداخلية و الذي يركز على الجانب المعنوي و الحرب النفسية ضد العدو مع وجود بعض الشعب الموجهة لحماية المواطن، بل يُمكن اعتبار مركز ادارة الازمات الاعلامي مرأه لعكس ما يحتاجه الشارع العراقي من قضايا الى المسؤولين و الوزارات و اهل القرار لكي يتم التحرك عليها وحلها خدمة للوطن و المواطن.
مركز ادارة الازمات الاعلامي
