دراسة منهاج سياسي لتصبح برلماني

منذ ان تحول النظام العراقي في عام ٢٠٠٣ الى نظام برلماني وصارت المشاركة السياسية متاحة للجميع بالاضافة الى سهولة تاسيس احزاب و كيانات سياسية ظهرت رغبة كبيرة لكثير من العراقيين للمشاركة في العملية السياسية وصناعة القرارات.

ولان المشاركة السياسية في البرلمان صارت سهلة نوعا ما فقد دخل الى قبة البرلمان الكثير من طبقات المجتمع الذين يختلفون ثقافيا و فكريا و اجتماعيا لكنهم يشتركون في خاصية واحدة وهي عدم وجود ثقافة سياسية وخبرة سياسية.

ومن المعلوم ان الخبرة السياسية تاتي من العمل في النشاط السياسي فقد لا تكون هكذا فرصة متاحة للجميع لكن موضوع الثقافة السياسية هو الذي يمكن اتاحته وذلك عن طريق المناهج التعليمي.

ان المراقب للشان السياسي العراقي يلاحظ ان جزء كبير من النواب يفتقرون لهذه الثقافة ما ينعكس سلبا على اداءهم في البرلمان من ناحية اتخاذ القرارات و حساباتها السياسية و معالجة الازمات والمشاكل و التنازل عن المواقف لتقديم المصلحة الوطنية على حساب الحزبية و التوافق مع الاخرين و ان كانوا خصوم من اجل الفائدة العامة و غيرها من القضايا.

ان المنهاج السياسي المقترح هو ان يدرس من يريد الدخول الى مجلس النواب العراقي “منهاج سياسي” مع اختبار لضمان ان الدراسة كانت نتيجتها “فهم المادة العلمية”، فالاطلاع على تجارب دول مرت بازمات فاقت ازمات العراق و استطاعت النهوض بواقعها و ان تكون دول عظمى او في مصفها امر مهم، فهل اطلع من رشح نفس الى مجل النواب على تجارب نهضة في المانيا و كوريا الجنوبية وسنغافورة وتركيا، وهل اطلع البرلمانيون على السيرة الذاتية لقادة عظماء غيروا واقع بلادهم بقرارات سياسية حكيمة او مجالس برلمانية رأت ان مصلحة البلاد بتوافقها، من جانب اخر هل يقدر النواب الذين سيشاركون في صنع القرار السياسي ما تاثير التاخير في اتخاذ القرار او الخلاف مع كتل اخرى على الاقتصاد و السياسية واستقرار المجتمع و الدخل المادي للمواطن و اعمار البنية التحتية للبلاد و استثمار الشركات الاجنبية وغيرها الكثير من التاثيرات.

ايضا “المناهج السياسي” المقترح هو وسيلة لقياس اهلية الفرد في ان يكون “عضو برلمان” فمن لا يستطع ان “يقرأ و يفهم” لانه لا يرغب في ذلك وليس لديه القدرة على قراءة ٣٠٠ صفحة على سبيل المثال لكتاب و ان “يدرك ويفهم ويستوعب” محتواه لن يكون مؤهل لان يمثل فئة اجتماعية و ان يشارك في صناعة القرار السياسي الذي يؤثر على شعب ودولة.

المنهاج السياسي المقترح يركز على الاطلاع و فهم تجارب نهضة لدول اخرى بشكل مختصر مع التركيز على جوهر الفكرة السياسية دون حشو او اطالة، وهو منهاج مختصر صمم ليتناسب مع كافة الاعمار لكن هدفه الاهم “توسيع الثقافة السياسية” لمن يريد تمثيل الشعب.

عملية زراعة الثقافة السياسية هي تشبه عملية تعليم السياقة في جانبها النظري والذي يطلع المتعلم على قراءة اشارات المرور و احترامها و احترام القانون و التعاون مع السائق الاخر لضمان سلامة الجميع في الطرق، نفس هذه الحالة تنطبق على من يدخل البرلمان يجب ان “يفهم و يتعلم” قبل ان يستخدم صلاحياته داخل مجلس النواب ليحدد مصير دولة و شعب.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: