السياحة السياسية

تنوعت مسميات السياحة مع تقدم الزمن ففي السابق كانت السياحة للترفيه فقط لكن مع تطور الزمن ظهر مسمى السياحة العلاجية والتي تعتمدها الدول المتقدمة في النواح الطبية لجذب مرضى من خارج البلاد للعلاج وللسياحة ايضا بالتالي تكون اسباب الزيارة علاج في الاساس وسياحة ثانيا، كما ظهر مفهوم السياحة العلمية والذي يختص في الدورات القصيرة في دول اخرى او زيارة جامعات عريقة مثل “جامعة اوكسفورد وكامبريج في بريطانيا والتي زرتها شخصيا وقد كانت من اروع التجارب السياحية” وهنا يكون هدف السياحة علمي اولا وسياحي ثانيا، ولكن العقول الابداعية دائما تطور وتضيف شيئا جديدا لذلك ظهرت “في الدول الغربية تحديدا” السياحة السياسية وهو مفهوم جديد عالميا.

ماهي السياحة السياسية !

في كل العالم هناك معالم سياسية مشهورة او تاريخية مازالت تعمل وتؤثر في المجتمع الدولي ولها قرارات حاسمة ومهمة في السياسة الدولية على سبيل المثال “البيت الابيض، الكونجرس، نصب ابراهام لنكولن، نصب واشنطن” كلها في العاصمة الامريكية واشنطن “واعتقد ان القارئ يعرف اكثرها مسبقا” كما في بريطانيا وتحديدا لندن هناك “قصر باكنغهام الملكي، البرلمان البريطاني، كاتدرائية ويست منستر ابي، المحكمة العليا البريطانية” وغيرها الكثير، جميع هذه المعالم المؤثرة في عالم السياسة تحولت الى مكانات جذب سياحي.

قصر باكنغهام الملكي في لندن
كاتدرائية ويست منستر ابي في لندن
المحكمة العليا في لندن

اماكن صناعة القرار السياسي جاذبة للسياحة

من خلال زيارتي الى العاصمتان واشنطن و لندن لاحظت ان السياح يتجمعون دائما قرب رموز صناعة القرار السياسي العالمي لمشاهدتها “نظرا لانها تظهر في الافلام السينمائية و الاخبار السياسية كثيرا ولها سمعة دولية كبيرة” بالتالي يحلم اي شخص بمشاهدتها لذلك يتجمهر الكثيرون قربها دائما.

فيديو قصير خلال زيارتي الى قصر باكنغهام الملكي في لندن وللاسف التصوير داخليا ممنوع فقد صورت جزء من المدخل المخصص للسائحين وكافتيريا القصر المخصصة للسائحين وجزء من الحديقة و الساحة الخارجية

استثمار خارجي و داخلي للمعالم السياسية

استثمرت العقول المبتكرة للافكار الجديدة سمعة وتاثير وشهرة المعالم السياسية في تحويلها الى مردود مالي كبير بطريقتين

اولا: الاستثمار الخارجي للمعلم السياسي

ويتم عن طريق فتح المطاعم والكافيهات والاكشاك والفنادق قرب المعالم السياسية و تحويل المنطقة الى تجارية تستثمر زيارة السائحين الدائمة، بالتالي يستفيد المستثمرون من المردود المالي و الحكومة من الضرائب على المستثمرين بالمقابل لا يقدم الطرفان اي شيء للمعلم السياسي، فمن خلال مشاهدتي للبيت الابيض و الكونجرس و في لندن لقصر باكنغهام و البرلمان البريطاني كانت حشود كبيرة من السائحين تتجمهر قربها بالمقابل لم يكن هناك ترويج لهذه المعالم باي شكل، فالترويج يعتمد على ماينشر من اخبار سياسية بشكل دائم وتاثير عالمي و مايظهر في الافلام.

ثانيا: الاستثمار الداخلي للمعلم السياسي

اكثر هذه المعالم السياسية العالمية تسمح بزيارتها من الداخل خلال فترة العطل وبعد اوقات الدوام الرسمي فيها، والمفارقة ان اسعار بطاقات زيارة هذه المعالم ليست غالية بل هي دون المتوسط لكي تشجع الجميع على زيارة هذه المعالم، على سبيل المثال زرت شخصيا في لندن البرلمان البريطاني و قصر باكنغهام الملكي من الداخل وكانت من التجارب الرائعة جدا في حياتي ولها تاثير خاص فهذه الزيارة ترسم لدى الزائر افاق و تصورات عن الية عمل القرار و كيف لهذا المبنى ان يكون له قرار عالمي ويتحكم في اتخاذ قرارات دولية،

الموقع الرسمي لزيارة قصر باكنغهام الملكي – لندن

ارباح مالية هائلة

خلال زيارتي الى قصر باكنغهام الملكي في لندن كان سعر البطاقة ٣٠ جنيه استرليني وقد شاهدت ان عدد الحاضرين عند الساعة ١٠:٣٠ صباحا وهو موعد زيارتي في البطاقة فقد كان عدد الحاضرين لايقل عن ٤٠٠ شخص تقريبا دخلنا على شكل مجاميع واحدة تلي الاخرى وقد استغرقت الجولة ساعة ونصف بعدها توجهنا الى المقهى الملكي المخصص للسائحين، وعلى سبيل المثال ان كان العدد بشكل دقيق ٤٠٠ شخص وسعر البطاقة ٣٠ جنيه للفرد يكون المجموع ١٢٠٠٠ الف جنيه في الساعة !.

علما ان اوقات الزيارة من الساعة ٩ الى ٤ اخر مجموعة تدخل القصر اي ٧ ساعات ولو تم تقسيمها بشكل عام على ساعة ونصف مدة الزيارة النتيجة هي ٥ مجاميع تقريبا بامكانها زيارة القصر وهذا يعني ان القصر الملكي البريطاني يربح يوميا ٦٠ الف جنيه استرليني والربح الشهري “بافتراض الشهر ٢٥ يوم دوام و ٥ ايام عطلة للقصر” يكون الربح مليون ونصف شهريا !ويمكنكم ضرب الرقم في عدد الاشهر لتظهر نتيجة الارباح.

صورة لجدول بياني للارباح والمصاريف للعام ٢٠١٩ -٢٠٢٠ من التقرير المكون من ٣٩ صفحة يشمل كل تفاصيل المصاريف وعدد السائحين وغيرها الكثير

لمشاهدة التقرير الكامل اضغط هنا

لمشاهدة كل التقارير اضغط هنا

معالم سياسية وارباح متنوعة

ان الارباح المالية من زيارة المعالم السياسية وبحسب المواقع تذهب لدعم الميزانية التشغيلية الخاصة بالمعلم السياسي وجزء منها يتحول الى رواتب للعاملين و الجزء الاخر يذهب الى المنظمات الانسانية الخاصة بدعم الفقراء و التعليم وغيرها، لذلك تتجه الدول المتقدمة الى تحويل بعض معالمها الى سياحية لتدر دخل اضافي لها والاهم ان هذه المعالم لا تحتاج الى اعلان او ترويج لان كل ذلك متوفر من خلال الاخبار و الافلام السينمائية و القرارات الدولية بالتالي هي معالم تجذب اعداد كبيرة من السياح مقابل ال شيء. لا ترويج ولا خدمات ولا صرفيات من قبل الدولة كل ما هنالك ان العقول فكرت و استثمرت السمعة و الشهرة و حولتها الى اموال طائلة.

جزء من تقرير صحيفة اكسبريس يتحدث عن ارباح قصر باكنغهام الملكي

نص ترجمة التقرير

وفقًا لإدارة أبحاث Statista ، كانت قلعة Windsor و Frogmore House الأكثر شهرة من بين جميع مواقع Royal Estate في المملكة المتحدة ، حيث استقبلت ما يقرب من 1.6 مليون زائر مدفوع الأجر في السنة المالية 2019/2020. سجل قصر باكنغهام ثاني أعلى رقم ، حيث استقبل حوالي 578 ألف زائر خلال افتتاحه الصيفي السنوي. في المجموع ، بلغ عدد المقبولين المدفوعين لجميع العقارات الملكية أكثر من ثلاثة ملايين. تجاوز الدخل من قبول التذاكر في Royal Estate 48 مليون جنيه إسترليني في 2018/19 ، بالإضافة إلى أكثر من 21 مليون جنيه إسترليني في مبيعات التجزئة. تحدث جوس كروفت ، الرئيس التنفيذي لشركة UK Inbound ، حصريًا إلى Express.co.uk عن السياحة في المملكة المتحدة

ترجمة جوجل مباشرة

يبقى السؤال هل يمكن ان يتحول القصر الجمهوري ومبنى البرلمان في العراق الى اماكن سياحية جاذبة للسياحة الداخلية و الخارجية، ماذا تتوقعون !.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: