كثيرة هي انواع القنوات التلفزيونية منها الاخبارية و الغنائية و الوثائقية و المخصصة للافلام و المسلسلات والقنوات الدينية ولكن نفتقر في العراق الى قناة مخصصة الى فئة “الشباب المراهقين” هذه الفئة المهمة جدا و التي تقع في مرحلة عمرية تتطلب التركيز عليها من قبل العائلة و الحكومة “ان كانت وطنية ورشيدة بحق شعبها”.
لماذا التركيز على المراهقين
فئة المراهقين هم جيل المستقبل و القوة العاملة في المجالين الحكومي و الخاص وهم القوة الشرائية الاكبر بين باقي الفئات والاستهلاكية لكل الموارد والفئة التي تعتمد عليها الحكومة و الدولة في البناء و التطوير بكل المجالات، وهم ملك لعوائلهم و للحكومة ايضا فهم اعتمادها في كل شيء، بالتالي تحتاج الحكومة “ان كانت رشيدة ولديها شخصيات واعية فكريا” ان تركز على موضوع “التهئية الفكرية و التوجيه للمراهقين” وهذا يتم عن طريق القناة التلفزيونية.
ماهو دور القناة التلفزيونية المخصصة للمراهقين
يركز دور القناة في التهئية الفكرية و التوجيه نحو الحياة حيث ان المراهقين سيتحولون الى شباب يعتمدون على انفسهم ويؤسسون لهم طريق في الحياة يسلكونه بالتالي تكون برامج القناة حول
١. كيف نختار مهنتنا القادمة ان كانت حكومية او قطاع خاص.
٢. كيف نستعد للدخول الى عالم العلم “كيف نقدم على العمل و نقدم السيرة الذاتية كيف نتحدث في المقابلات و ماشبه ذلك من برامج”.
٣. ماهي الاعمال التي تناسبنا “هناك شباب لا يعرف ماذا يريد لكن عند الجلوس معه وتحقليل شخصيته يستطيع هو ان يختار بعدها نوع العمل المناسب له وهذا ما اختبرته شخصيا مع بعض المراهقين عندما كنت اعمل متطوعا في منظمة الانقاذ الدولية في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا”.
٤. كيف انظم حياتي بين المتطلبات العملية و الترفيهية والعلاقات مع الاخرين
انقاذ المراهقين من المقهى
ان المقاهي الشعبية جزء من تراثنا لكن هذه المقاهي مخصصة للشباب الذين نظموا حياتهم ومستقبلهم او كبار او الاكبر منهم سنا لكن ان تكون ملاذا للمراهقين اصحاب الطاقات الكبيرة و الاستيعاب السريع و الرغبة في الانطلاق في الحياة ومغامراتها ان تنتهي كل هذه الطاقات في مقهاى شعبي صغير متواضع يلعبون فيه “الدومنة و الطوالي” لساعات طويلة وبشكل متكرر يوميا هذه جريمة بحقهم و بحق الحكومة التي تنتظر هذا الجيل لتضع عليه امال التطور والبناء، هنا ياتي دور القناة المخصصة للمراهقين في سحبهم من المقاهي و توجيههم نحو
١. تعلم مهارات جديدة فنية مثل الرسم الموسيقى النحت غيرها من مهارات مفيدة لهم قد تكون مهنهم القادمة ومصدر رزقهم
٢. تعليمهم معارف جديدة عن طريق البرامج و المسلسلات و التقارير المخصصة لهذه الفئة ” في الدول المتطورة هناك مؤسسات تنتج مواد اعلامية مخصصة لفئة المراهقين تحمل رسائل غير مباشرة تؤثر على عقولهم الباطنية توجهم نحو علوم و معارف و نشاطات مفيدة لهم”.
٣. توجيههم نحو المغامرة والاستكشاف مثل “زيارة المواقع الاثرية، الذهاب برحلات سياحية، المشاركة في نشاطات وفعاليات اجتماعية”
٤. الاهم توجيههم نحو الرياضة بكل انواعها، وهذا التوجيه قد يخلق شباب نجوم في رياضاتهم خاصة الفردية مثل “الملاكمة، المصارعة، الساحة و الميدان وغيرها” وقد تكون هي مصدر رزقهم، فالتوجيه نحو الرياضة يطلق طاقاتهم المكبوته نحو شيء مفيد يرافقهم طوال حياتهم “شخصيا خضت التجربة حيث ان والدي ارسلني الى نادي العلوية في العراق لتعلم رياضة التايكواندو و بعدها الكيكو شنكاي مع المدرب حامد الربيعي” وما اكتسبته من هذه التجارب هو ان تاثير الرياضة بقي معي الى حين كتابة هذه السطور بعمر ٣٩ سنة.
زراعة الافكار الجديدة المغير لواقع مرير
لايختلف اثنان على ان واقع العراق منذ ١٩٥٨ هو مرير بكل اشكاله و مراحلة وبعد عام ٢٠٠٣ اصبح اكثر عشوائية، بالتالي نحتاج الى جيل منظم يحمل افكار جديدة وتطلعات مغايرة لما هو دارج ومتوارث في المجتمع، بل قد نحتاج الى جيل يقضي على الكثير من العادات و التقاليد القديمة التي اصبحت عائقا و سببا من اسباب التخلف ومثال على ذلك “قرأت خبرا في السابق ان في البصرة نقص بالممرضات لان العادات و التقاليد لا تسمح للمرأة بان تكون ممرضة، علما ان عمل الممرضة في الدول المتطورة هو من اهم و اكثر الاعمال طلبا لانها من يسير اعمال المريض اكثر من الطبيب !”، هنا يكون عمل القناة في عرض قصص نجاح لمراهقين عملوا اعلى التغيير و التطوير و الابتكار و التخلي عن بعض العادات و التقاليد القديمة غير المجدية، هذه الافكار هي التي تولد جيل يعتمد عليه في التطوير.
قناة تعليمية و قناة للمراهقين
نملك في العراق قناة تعليمية تدريسية تعرض مناهج اكاديمية وتسهم في تعليم الطلبة بعض المعارض لكن اساليب عرضها و فكرتها “اكل وشرب عليها الدهر ومات الدهر و هي مازالت تعمل” واعتقد ان نسبة تاثيرها في الطلبة متدنية جدا، اما القناة المخصصة للمراهقين فستكون نسب تاثيرها عالية لان موادها الاعلامية ستكون مستوردة في اكثرها “والسبب لاننا في العراق لا نملك الخبرات الكبيرة في هذا المجال والانتاج الخاصة لهذه الفئة بالاضافة الى ان المؤسسات في الخارج تملك خبرات واسعة في تحقيق تاثير كبير في المشاهدين المراهقين” اذا هذه البرامج تكون ذات طابع سريع والوان براقة و موسيقى صاخبة تجذب المراهقين و من خلال التاثير البصري تغير افكارهم و تطلق طاقاتهم نحو اتجاهات صحيحة.
الارشاد في الحياة
واحدة من اهم اهداف القناة المخصصة للمراهقين هي “الارشاد” في كل نواحي الحياة، ففي بعض الاحيان لا تكون للعائلة “الام و الاب والاخوان و الاخوات و الاقارب” الخبرة و الحكمة الكافية لتوجيه هذا الجيل بل قد لايكون لديهم الوعي لكيفية معاملته “خاصة وان ظاهرة الزواج المبكر جدا جعلت الام و الاب فاقدين للخبرة في الحياة اصلا فكيف لهم ان يوجهوا اطفالهم وهم يحتاجون الى توجيه اصلا” بالتالي هذه القناة توفر اشخاص اصحاب خبرات لتوجيه المراهقين والتواصل معهم عبر الرسائل النصية للاجابة عن اسئلتهم التي قد تغير حياتهم نحو الافضل.
ماذا نحتاج من جيل المراهقين
في العراق نحتاج الى جيل جديد متمرد متجدد له القدرة على ان يواكب متطلبات العصر والعالم يقوم بواجب التطوير للمجتمع و في نفس الوقت محاربة و القضاء على العادات و التقاليد المتخلفة التي استمرت لسنوات طويلة انتجت اجيال تعاني من ازمات نفسية و اجتماعية وكانت سبب في تخلف البلاد، جيل المراهقين الجديد هو الذي يقود التغيير والتطوير في البلاد.