تعتبر البرامج التلفزيونية الترفيهية واحدة المؤثرات في الجمهور المشاهد، لانها عنصر جذب كبير و تنفيس عن ضغط الحياة الذي يعانيه المواطن وهي الاكثر جذبا من باقي البرامج للاعلانات التي تدر ربح مالي للبرنامج الترفيهي و للقناة بشكل عام.
في الدول المتقدمة تعتبر البرامج الترفيهية ثقل و ارتكاز القناة، بالاضافة الى الترفيه تسهم في انتشار القناة بشكل سريع في المجتمع عن طريق تداول اسماء برامجها التلفزيونية بالتالي تكسب الكثير من المشاهدين كل يوم، على العكس من البرامج السياسية و الاقتصادية التي تكون جافة كثيرة وجمهورها نوعي، البرامج الترفيهية جمهورها عام لذلك هي اكثر انتشار.
في العراق لايتم التركيز على البرامج الترفيهيه كثيرا بل بالعكس البرامج السياسية اولا و بعدها البرامج الاخرى اما الترفيه فهو على ذيل القائمة، وهذا الامر جعل الشغل الشاغل للمجتمع هو الحديث بالسياسية “وياليتها سياسات حكيمة و قرارات رشيدة لكي نتحدث بها مطولا” ورغم ان اكثر الضيوف و المحللين السياسيين و السياسيين انفسهم يعيدون نفس الكلام و يقدمون اقوال لا افعال لكن مازالت الكثير من القنوات “الحكومية و الخاصة” تعتمد البرامج السياسية.
تجارب برامج ترفيهية ناجحة
بعد الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ خرجت اوروبا بحالة ماساوية على جميع المستويات و خاصة حالة المجتمع النفسية كانت متازمة جدا ومفككة، لذلك اجتمع اتحاد البث الاوروبي و “فكروا كثيرا” و خرجوا بفكرة برامج
اولا: تكون راقية وجاذبة للمشاهدة وتناسب كل المجتمعات الاوروبية.
ثانيا: تسهم في الترفيه عن المواطن و جذبه بشكل راقٍ.
ثالثا: ان تكون فيها ارباح من الاعلانات و المشاركات عبر الرسائل و الرعاية الخاصة للبرامج من قبل الشركات و كذلك ارباح من اطراف اخرى داعمة ومشاركة بشكل غير مباشر.
رابعا: ان تنقل هذه البرامج بشكل دوري الى كل دول اوربا لكي يربح الجميع منها و تجمع اكبر عدد ممكن من الجماهير من تلك الدولة.
وقد خرجت هذه الافكار ببرنامج “المنافسة الاوروبية للاغاني” حيث يتنافس مواطنو اوروبا في الغناء بلغاتهم او باللغة الانجليزية “كونها مفهومة للجميع، ومنذ ذلك الحين عام ١٩٥٦ الى اليوم مازال نجاح هذا البرناج واسع النطاق بل و تحول الى ظاهرة عالمية يعود بالارباح المليونية على الدول المنظمة ويعتبر من اكبر و اهم المهرجانات في اوروبا، ايضا تم اطلاق مسابقة الاغنية الاوروبية للاطفال و الذي يركز على مواهب الاطفال الغنائية والتي اخذت نصيبا كبيرا ايضا من الشهرة و الارباح.
ومن بعدها ظهرت الكثير من الافكار بصيغ مختلفة مثل “اكس فاكتوري” و “ذا فويس” و التي تركز على اكتشاف المواهب الغنائية كذلك برنامج “امريكان انفيتور او المخترع الامريكي وهو برنامج يهتم بالاختراعات الغريبة والجديدة و يسوق لها” و “برنامج المواهب الذي يستعرض اهم المواهب الشابة ويسوقها” وغيرها الكثير وبكل المجالات.
شراء الافكار الترفيهيه
انتقل عمل البرامج الترفيهية التي تغرس الترفيه في نفوس الجمهور بشكل مؤثر الى مراحل اكثر تطور فقد اتجهت دول عربية الى شراء افكار هذه البرامج بالاتفاق مع المصممين لبثها في العالم العربي مثل “افتح قلبك، ومن سيربح المليون، و عرب كوت تالنت، وعائلتي تربح” وغيرها الكثير بالتالي اصبح حجم العمل التجاري و نقل الافكار و غرس الترفيه اكثر انتشار وشهرة.
العبرة بالفكرة
ان العبرة من هذه المقال هي ان التركيز على البرامج الترفيهية خاصة في المجتمعات المتازمة “مثل المجتمع العراقي” مهم جدا لتخفيف الضغط النفسي عن المواطن و غرس الترفيه و البهجة في نفوسهم، و فتح باب الربح المادي و فرص العمل للقناة و الداعمين والترويج و فتح فرص عمل جديدة للشباب عن طريق عرض منتجاتهم او قدراتهم التنافسية، ان البرامج الترفيهية في مجتمعات متازمة يجب ان تاخذ مساحة اكبر من البرامج السياسية التي تزرع الخلاف و الشك و السلبية في نفوس المجتمع، لكن هل تعي القنوات هذه النقطة هنا هو السؤال !.