التدوين.. هواية وعمل وثقافة مفيدة اجتماعيا

مع تطور التكنولوجيا تظهر هوايات و اعمال و ثقافات جديدة مرتبطة بها تفتح افاق جديدة للافراد لكي يستثمروا فيها، ومن هذه الافاق هي “التدوين الالكتروني” وباللغة الانجليزية هو “Blogger” الذي انتشر بشلك بير في العالم الغربي، واصبح ثقافة مفيدة اجتماعيا على مستوى الدولة و على المستوى الاقليمي و العالمي ايضا.

ماهو التدوين

بكل بساطة هي الاتجاه للكتابة بشكل دوري حول موضوع محدد او حول اي موضوع وبكلا الحالتين ستجد قراء واشخاص كانوا بحاجة لهذه المعلومات التي تم نشرها وان كانت من قبل اشخاص بسطاء ونشرها غير احترافي.

بماذا تختلف التدوينات عن مايتم نشره في الصحف والمجلات

التدوين الالكتروني في عدد من الخصائص التي تميزه عن المصادر الرسمية وهي

اولا: اسلوب التدوين اكثر بساطة وقرب من القارئ عن الاسلوب الرسمي الاحترافي الموجود في مصادر رسمية اخرى، فهو يستخدم المصطلحات اللغوية الدارجة الاكثر تاثير وفهم من قبل كل الطبقات وطريقة كتابة بعيدة عن القوالب الخاصة بالمقالات فطريقة كتابة المدونات كأنها حديث بين طرفين بدوون مقدمة ومتن وتحليل واستنتاج وخاتمة.

ثانيا: يركز التدوين على معلومات عامة او متخصصة لكنها مهمة و مواكبة لحاجات الشباب مثل “تدوينات عن الالعاب الاكترونية، عن حالات مرضية لحيوانات اليفة، عن اساليب عيش او سفر وغيرها” وهي اكثر مواكبة من المصادر الرسمية التي تتاخر قليلا لكي تواكب كل الظواهر الحاجات الاجتماعية.

ثالثا: تعتبر التدوينات مصادر معلومات مهمة متوفرة بشكل مكثف اكثر من المصادر الرسمية ومحدثة بشكل دوري بجهود الكثير من الاشخاص، ففي بعض الاحيان يتجه المبرمجون او المصممون او اي شخص اخر الى تبويب “Blog” والذي يتوفر في بعض المواقع الالكتروني للشركات حتى الكبرى لكي يكتب ملاحظة او موضوع او سؤال عن مشكلة لم يجد لها حل في تعليمات الشركة او واجهها او اكتشفها.

رابعا: للتدوينات طرفين يتابعونها بشكل دوري وهما

الطرف الاول: الشركات الكبرى: فهي تتابع المدونين الخارجيين او ماينشر من تدوينات في مساحاتها لكي تتطلع على حاجات المستهلكين او اخر الاخبار و الاقتراحات و المشكلات و حل المشكلات او الاجابة عن التساؤلات المطروحة من الجمهور.

الطرف الثاني: المجتمع: فكثير من طبقات المجتمع تتابع المدونين بكل تخصصاتهم لانها تغطي جوانب متعددة وبشكل متنوع فقد تجد ان اكثر من ١٠ مدونين يكتبون بنفس الموضوع فيستطيع القارئ ان يستفيد من ما ينشر من معلومات لديهم من عدة جوانب.

خامسا: التدوينات مهمة داخل البلد وخارجه

اصبحت التدوينات مرجع مهم لمن يريد البحث عن اي موضوع في دولة اخرى، ولو اجرينا تجربة وكتبنا في جوجل “Bloggers in US” سنجد عدد كبير من المدونين الامريكيين الذين يطرحون قضايا متنوعة و بشكل بسيط وبكثافة معلومات هائلة تستطيع من خلالها فهم اي مشكلة او حالة في الولايات المتحدة دون الذهاب الى هناك او جمع المعلومات من المصادر الرسمية التي لا تغطي كل شيء.

كما تقدم التدوينات الالكترونية نصائح و ارشادات للزائرين الى البلاد من اللذين يرغبون بالسياحة او التجارة او العمل او العيش وغيرها.

سادسا: سقف حرية عالي جدا

المدونات الالكترونية فيها سقف حرية عالي جدا للمدون فهو يستطيع ان يستخدم اي كلمة واي اسلوب واي صورة او صوت او فيديو دون وجود رقابة مسبقة او حتى شموله بقانون النشر و المطبوعات “وطبعا تبقى المسؤولية الاجتماعية في النشر هي المعيار المتحكم بما ينشر” لكن بشكل عام هي اكثر حرية ولها قدرات تقنية عالية مثل استخدام الفيديو و الصور و الصوت و الروابط و غيرها الكثير في نفس المدونة والتي لا تتوفر في المصادر الرسمية لنفس الفرد الناشر ” اي قد يستطيع ان ينشر مقال لكن بدون صور او صوت وماشابه”.

سابعا: التدوين ارشيف اجتماعي

يمكن لاي باحث او من يرغب في ان يطلع على حال المجتمع قبل ١٠ سنوات او اكثر لكن ليس من خلال الكتب والمؤلفات و الصحف السابقة بل من خلال المجتمع نفسه “وهنا الارشيف يكون اكثر واقعية و بساطة وصراحة” يستطيع العودة الى المدونات، حيث سيجد افكار و رؤية المجتمعات السابقة وكيف كانوا يتحدثون و بماذا يرغبون، بل سيجد ان مدونين نشطين كان لهم دور في التغيير قد توفوا و بقيت مدوناتهم وافكارهم حية.

كيف يمكن ان اصبح مدون

الامر سهل جدا، هناك الكثير والكثير من المنصات المخصصة للتدوين لكن اشهرها و اسهلها هي التابعة لجوجل “blogger.com” و التابعة لشركة وورد بريس “wordpress.com “.

اما الفرق بينهما بكل بساطة ان التابع لجوجل بسيط بشكل كبير جدا قد لا يكون ملهما للجذب القراءة بسهولة على العكس من موقع ووردبريس الذي ييغريك بان تطور مدونتك بشكل مستمر نظرا لسهولته و تعدد الخيارات فيه و جماليته الفائقة.

ان كل مايتطلب الامر لكي تعمل على هذه المنصات هو ان تفتح حساب وتنشئ صفحة كحال صفحة الفيس بك و تبدا بالكتابة و النشر، وقد ترغب باضافة صور او فيديوهات ويمكنك ذلك كما هو الحال في فيس بك وغيرها من السوشل ميديا.

التدوين عمل

في العالم الغربي تحول التدوين الى عمل، فبعض المواقع مثل منصة Medium يكتب فيها نخبة مهمة من المؤثرين ورجال الاعمال و اصحاب الشركات ولا تستطيع ان تتطلع على باقي المدونة الا بعد دفع رسوم محددة، وان ماينشر من مدونات فيها الكثير من المعلومات المهمة و المفيدة، كما ان بعض المدونين قد أنشأوا مدونات خاصة بهم يمكن الدفع لهم من خلالها لتقديم استشارات او خدمات او لشراء مواضيع معينة، اذا يمكن للتدوين ان يتحول الى عمل ايضا.

المدونة ام وسائل التواصل الاجتماعي

تختلف المدونات عن مواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من الخصائص وهي

اولا: سقف حرية نشر المواضيع في المدونات اعلى من مواقع التواصل، فمن الممكن تغلق صفحتك على موقع التواصل ان نشرت موضوع الكتروني حول شخصية سياسية وهو يملك جيشا الكترونيا يقوم بتسجيل شكاوى على صفحتك ليتم اغلاقها “وهو امر وارد كثيرا”.

ثانيا: تنظيم المنشورات في المدونة الالكترونية اعلى من وسائل التواصل لان المدونات فيها انظمة الارشفة والبحث في الارشيف و البحث عن كلمات محددة وغيرها الكثير لكن في وسائل التواصل لا توجد نفس هذه الخصائص بل ان بعض المنشورات تضيع بين اخرى خاصة اذ مر عليها الكثير من الوقت ويستحيل الوصول اليها.

ثالثا: يمكن لمن للجميع ان يطلعوا على ماينشر للمدونات حتى لو لم يملكوا حسابات فيها، اما مواقع التواصل فلايمكن الاطلاع على كل المنشورات فيها الا في حالة فتح حساب او وجود حساب فيها.

رابعا: المدونة فيها خصائص متنوعة للتحكم في عرض المنشور من ناحية “الشكل و الاقتباس و اضافة الصور و الفيديوهات والصوت وغيرها ضمن المنشور” اما وسائل التواصل فهي محدد بعض الشيء من ناحية عدد الكلمات او الفيديوهات او الصور وغيرها.

خامسا: المدونة الالكترونية لها قدرات عرض الرغبة الشخصية للمدون من ناحية الشكل و استخدام الالوان و التنظيم فهي انعكاس لشخصيته ويمكنه تغييرها بما يلائم المواضيع، اما وسائل التواصل فهي تضعك ضمن قالب واحد مشابه للجميع بالتالي لايوجد انعكاس لشخصية الكاتب.

تجارب شخصية في التدوين

شخصيا لي تجربة مستمرة مع التدوين الالكتروني فحاليا املك موقعين صممتهما شخصيا على منصة wordpress.com

الاول وكيبيديا الاعلام الجديد

اضغط هنا لزيارة الموقع ويكيبيديا الاعلام الجديد

الثاني هو مدونة حسام الطائي

اضغط هنا لزيارة مدونة حسام الطائي

اما الموقع الاول “وكيبيديا الاعلام الجديد” فهو يختص بالمعلومات الاعلامية الموثقة من مصادر رسمية، وقد نشرتها نقلا عن اكثر من ١٠٠ كتاب اعلامي قرأتها شخصيا خلال فترة دراستي للماجستير في قسم الصحافة و الاعلام في جامعة البترا، فكل ماينشر من مواضيع تصلح لان تكون مصدرا موثقا في البحوث و التقارير و رسائل الماجستير لتسهل على الجميع “الباحثون و الطلبة و العاملون في الاعلام” الوصول الى المعلومات بدل ان تظل حبيسة الكتب.

و قد لمعت الفكرة في رأسي لتأسيس موقع وكيبيديا الإعلام الجديد عندما كان اساتذة الجامعة يقدمون المحاضرات حو اهمية التدوين و كيفية انتشاره وكيف انه اصبح اسلوب حياة يقدم الفائدة و الثقافة وللجميع هنا انطلقت الفكرة وعملت على تعلم تصميم المدونات وبعدها اسابيع نشرت او مدونة ليستمر العمل بعدها.

الموقع الثاني صحيفة حسام الطائي

فهي مدونة اكتب فيها مجموعة من المقالات في مجالات متعددة اهمها نقل الافكار الحديثة و التجارب الجميلة في العالم الغربي “حيث اني اعيش في امريكا وبريطانيا” وقد شاهد الكثير من الايجابيات التي انقلها من خلال صفحتي بالاضافة الى انها ارشيف لكل مقالاتي التي نشرت في الصحف سابقا حيث ان بعض الصحف اغلقت ولكي لاتضيع هذه المقالات نشرتها ايضا في مدونتي، بالاضافة الى ذلك انشر في مدونتي العديد من الامور الاخرى مثل “من هو حسام الطائي” لمن لا يعرفني في مجال الاعلام، “مواقف و طرائف اعلامية” وهي اغرب و اجمل واصعب التجارب و المواقف التي مررت بها خلال عملي في الاعلام على مدى ١٠ سنوات، وغير ذلك الكثير من المواضيع الاخرى.

خلاصة القول حول التدوين

ان التدوين الالكتروني كهواية وعمل وثقافة مازال ضعيفا في عالمنا العربي بشكل عام و العراق بشكل خاص، وللاسف لم تتطور الى حد الان رغم توفر كل الوسائل المطلوبة، واعتقد انه لو ظهر عدد كبير من المدونين الذي يغطون العديد من المواضيع سيسهم في رفع المستوى الثقافي والعلمي الاجتماعي و نقل صورة ايجابية عن الوطن للخارج وكما يسهم في زيادة التواصل مع المجتمعات الاجنبية التي قد ترغب في التواصل مع المدونين في الداخل.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: