بعد التخرج من الجامعة وخوض ٤ سنوات من الدراسة الاكاديمية بشكل عام و جزء عملي بشكل خاص يبدأ المتخرج بالتحضير للدخول الى عالم العمل الاعلامي والتنافس مع اقرانه الذين يبحثون عن فرص ايضا، وسيتفاجئ المتخرجون بان بديات الطريق للحصول على عمل في المؤسسات الاعلامية صعبة للغاية ومختلفة عن توقعاتهم بل قد تكون محبطة بعض الاحيان وقد تكون سبب في ابتعاد بعض الافراد عن العمل الاعلامي، وهنا اود من خلال كتابة هذه السطور ان اقدم بعض النصائح لمن تخرج حديثا حول كيفية التميز و الحصول على العمل واختيار المجال المناسب من خلال ما مررت به من تجارب في العمل الاعلامي.
ملئ الفراغ في السيرة الذاتية
عند تخرجك من الجامعة والبدء بكتابة سيرتك الذاتية التي ستقدمها الى القنوات التلفزيونية ستكون “فارغة تماما” من اي خبرات و شهادات و تدريب “في كثير من الاحيان الا الذين عملوا واو شاركوا في دورات خلال دراستهم” لكن في الاغلب تكون السير الذاتية فارغة لذلك بعد التخرج يجب التوجه الى
١ – اخذ دورات اعلامية متعددة، والاهم من مراكز تدريبية لها سمعة جيدة وليس من بعض المراكز غير المعروفة والتي لاتقدم في دوراتها معلومات مفيدة ولا شهادتها ذات قيمة والتعامل معهم هو مجرد اضاعة للوقت و الجهد و المال، بالتالي الحصول على دورة مع معهد لديه اسم رنان افضل بكثير، وهنا يفضل التسجيل في عدد من الدورات على الاقل ٣ دورات لكي تكتسب معلومات اضافية عن الاختصاص الذي ترغب بالعمل فيه، توضع هذه الشهادات في السيرة الذاتية.
٢ – دورات عن بعد ودورات عن قرب، واقصد هنا بعض الدورات الاعلامية تحتاج الى حضورك بشكل شخصي لكن البعض الاخر يمكن الحصول عليها عن بعد وهي اقل تكلفة و اكثر توفيرا للوقت و الجهد و المال، بالتالي يجب الحصول على عدد من الدورات عن بعض لتعزيز المعرفة وملئ السيرة الذاتية.
٣ – التدرب على الجانب العملي: اي التدرب في القنوات او الاذاعات او عند اي جهة لها علاقة في الاعلام وبشكل مجاني في البداية فقط لجمع الخبرات البسيطة و معرفة اليات العمل داخل هذه المؤسسات، والاهم الحصول على كتاب يثبت ان الفرد حصل على تدريب داخل المؤسسة الاعلامية وبالتواريخ، هذا الكتاب يمكن وضعه في السيرة الذاتية تحت عنوان، تدريب في المؤسسة الفلانية كمذيع او محرر و هكذا.
٤- تعلم البرامج المفيدة بالعمل الاعلامي: على الطالب المتخرج ان يكون صاحب معرفة في البرامج التي ترتبط بالعمل الاعلامي وهي “برامج المونتاج، برامج تسجيل الصوت، برامج تعديل الصور، برنامج الوورد المخصص للتحرير، برنامج اي نيوز المخصص للاخبار – ان كانت تتوفر فيه دورات – برامج الاتصال” هذه المجموعة يتم العمل عليها بشكل يومي في القنوات ويفضل ان يكون لدى الطالب معرفة بها من خلال الدورات في المعاهد او عن بعد، ويجب ان يحصل على شهادة لكي توضع في السيرة الذاتية.
٥ – معرفة و استخدام وسائل التواصل الاجتماعي – على كل متقدم على العمل الاعلامي ان تكون لديه معرفة جيدة بالية عمل وسائل التواصل الاجتماعي وماهي الفروقات بينها و من هي الاكثر استخدام في الفيدو و الصور و الكتابة وغيرها من تفاصيل مهمة، بالاضافة انشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بترتيب عال ٍ واحترافي واستخدامها في النشر و التفاعل في العالم الافتراضي، والسبب في ذلك ان المسؤول عن التوظيف يود ان يقبل شخص لديه معرفة بالتعامل مع وسائل التواصل لكي يسهم في نشر المواد الاعلامية للقناة، و يكون عنصر فعال في جمع الجمهور للقناة من خلال حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعله معهم بالاضافة الى ان وجود حساب على وسائل التواصل الاجتماعي هو بمثابة عنصر مهم في السيرة الذاتية، حيث يذكر الفرد ماهي وسائل التواصل التي يملكها و ان لديه معرفة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعية فهي اضافة جيدة.
٦ – مهارات اضافية: توضع في السيرة الذاتية ايضا مهارات قد تكون مهمة لدى مدراء المؤسسات وهي، الطباعة بعشرة اصابع “وهي تسهم في التحرير السريع و توفير الوقت كثيرا” مهارة قراءة التقارير الاخبارية ” ويمكن تطويرها من المنزل اذ تم قراءة ٣ تقارير كل يوم و تسجيلها و اعادة الاستماع اليها”، من المهم الحصول على دورات لمدة لا تقل عن ٤ اشهر في اللغة الانجليزية مع الحصول على شهادة من المعهد نفسه “وهي اللغة العالمية المهمة حاليا وفيها مصادر معلومات كبيرة جدا” فتعلم الانجليزية صفة نادرة و مهمة جدا.
٧ – مهارة اللغة العربية: و هي المعضلة الكبرى المرافقة للجميع حتى الذين يقدمون الاخبار لديهم ضعف كبير في هذا الجانب وقد تفتقد الكثير من المؤسسات لشخص لديه معرفة كبيرة في اللغة العربية بالتالي وضع في السيرة الذاتية ” خبرة ومعرفة كبيرة في اللغة العربية” نقطة مهمة جدا، وطبعا بعد التخرج يمكن للفرد ان يذهب الى اي دورة للغة العربية لتطوير مهاراته او يتم ذلك عن طريق القراءة الذاتية.
مظهر السيرة الذاتية قبل العمل
عند اتمام الخطوات التي ذكرت ستكون السيرة الذاتية مليئة وجاذبة للنظر حتى لو كان ينقصها الخبرة العملية فهي تحتوي على التالي
١ – شهادة تخرج جامعية
٢ – ٣ شهادات من معهد اعلامية ذو سمعة كبيرة
٣ – شهادات عبر الانترنت عن نفس الاختصاص
٤ – تدريب عملي في القناة أ و الاذاعة ب لمدة شهر او اثنين
٥ – شهادات في برنامج المونتاج ادوبي بريمير – برنامج تعديل الصور فوتوشوب – برنامج اي نيوز لادارة الاخبار – وغيرها من برامج
٦ – مهارات اخرى ” طباعة ١٠ اصابع بسرعة، قراءة تقارير بشكل ممتاز، شهادة في اللغة الانجليزية
٧ – معرفة عالية في اللغة العربية من خلال عدد من الدورات الاعلامية و الشهادات
التنافس مع باقي الخريجين من نفس الاختصاص
تذكر ان هناك مئات او الاف الخريجين من نفس قسمك الدراسي و يحملون نفس الشهادة الجامعية بل قد تكون لدى البعض منهم مؤهلات اكثر منك لذلك يجب تتميز عنهم باي شكل، لذلك عند بناء سيرة ذاتية فيها كل العوامل الضرورية لقبولك ينقصها الجانب العملي هو افضل من بقاءها فارغة لا تحتوي على شيء.
التحضير الدائم بكل النواحي مع قليل من الحظ مطلوب
من المهم معرفة ان التحضير وتطوير الذات وبناء سيرة ذاتية ضرورة قبل التقدم للعمل لكن مع ذلك قد لا تجري الامور على النحو المطلوب وهنا نحتاج الى القليل من الحظ الذي قد يعطينا اكثر مما توقعنا، او قد يسهم رغم ان السيرة الذاتية مليئة بالشهادات و التدريب يسهم في سرعة الحصول على العمل، و الحظ هنا هو حالة قدرية لا يمكن الاعتماد عليه او انتظاره بل يظهر بقوة كلما كنت اكثر حركة و تفاني للحصول على عمل سيظهر الحظ وقد يقف معك بقوة.
لا تعيين بدون واسطة.. اكطع
اسمع كثيرا من البعض ان “الواسطة بس” هي التي تسهم في الحصول على عمل، هذا المفهوم هو صحيح و خطا في ان واحد، فمن جانب صحيح لان الواسطة تسهل الكثير و تجتاز كل الصعوبات و الحواجز وتختار الفرد للوظيفة دون المرور بمقابلات و تصفية تنافسية، لكن سرعان ما سيظهر ضعف هذا الفرد وعدم اهليته للوظيفة وقد يفقدها ولو بعد حين، او قد يخرج من وظيفته مع خروج الواسطة التي ساهمت بتعيينه، وخطا من جانب اخر لان التحضير المسبق عالي المستوى واكتساب مهارات و معرفة في المجال الاعلامي و جعل السيرة الذاتية مليئة بعدة مهارات و شهادات امر مغري لاصحاب القنوات حتى على حساب اصحاب الواسطات الذين تفتقر سيرهم الذاتية للكثير من الدورات و المهارات، بالتالي يتفوق هنا الفرد الذي صنع سيرته الذاتية قبل الحصول على عمل.
خاتمة القول
يجب ان يعرف المتقدمون للوظيفة ان مدير المؤسسة سيدفع اجر مالي الى الموظف الجديد لذلك يفضل ان يختار الفرد الافضل الذي يظهر قدرة عالية في تطوير ذاته قبل الحصول على العمل، هنا ستزداد فرص اختيار الفرد النشط على الضعيف الذي يجلس بعد التخرج ويندب حظه وينتظر الواسطة التي قد لا تظهر في طريقة اطلاقا.