الذكاء الاصطناعي صار الحدث العالمي الاهم خاصة بعد ظهور Chat GPT الذي احدث نقلة نوعية في عالم الاعمال حيث سهل واختصر الوقت و الجهد في انجازها، واصبح مهددا لبقاء الكثير من الاعمال بيد البشر لان الذكاء الاصطناعي مرشح لاخذها بشكل نهائي.
من الاعمال المتوقع ان يستولي عليها الذكاء الاصطناعي هي “اذاعة الاخبار”، فقد اعتمدت مؤسسات خاصة وحكومية كبيرة على “مذيع الذكاء الاصطناعي” في قراءة الاخبار، منها “شرطة ابو ظبي، قناة الجزيرة حيث قدمت مذيعة الذكاء الاصطناعي برنامجا و استضافت خبير تقنيات بدلا من مذيعة بشرية، كما روجت قناة CGTV الصينية لمذيع ذكاء اصطناعي مستنسخ من شكل مذيع بشري، واستعرضت مؤسسة كويت نيوز الاخبارية مذيعة الذكاء الاصطناعي فضة التي ستقرا الاخبار، واخيرا اول مذيعة ذكاء اصطناعي عراقية كانت لمركز الاعلام الرقمي” وهي خطوة اولى لاقت “قبول” من الجمهور، سيتحول مستقبلا الى “الاعتماد على مذيع الذكاء الاصطناعي” بقراءة الاخبار.

اسباب اعتماد مذيع الذكاء الاصطناعي بدلا من البشري
يعتبر مذيع الاخبار واجهة القناة ولسانها الناطق، فهو الذي يلخص كل جهود القناة من محررين ومونتاج ومراسلين و فنيين في ظهوره على شاشتها، لذلك تكلفة توظيف المذيع المادية عالية “خاصة اذ كان مشهور ولديه خبرة كبيرة” بالاضافة الى متطلبات ظهور المذيع من الملابس والمكياج والمخصصات المالية، كلها تعتبر تكاليف على القناة، هذه العناصر يمكن اختصارها “ببرنامج مذيع ذكاء اصطناعي” يختصر التكاليف المالية.
تحول المؤسسات الى قنوات
يتيح مذيع الذكاء الاصطناعي تحول العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة غير الاعلامية الى “شبه قنوات اخبارية”، فبدلا من نشر المعلومات المكتوبة وتبقى حبيسة صفحات الموقع، يستطيع مذيع الذكاء الاصطناعي قراءة كل تقارير واخبار واستطلاعات المؤسسات دون توقف على مدار الساعة والسنة، بالمقابل يستطيع اي مواطن بدلا من قراءة الموقع ان يستمع اليه كانه نشرة اخبار وهو يمارس نشاطاته.
ويمكن ذكر الميزات الجيدة لمذيع الذكاء الاصطناعي بالتالي:
١. رخص تكلفة مذيع الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
٢. العمل الدائم على مدار الساعة.
٣. يمكن للمحررين ان يحملوا النص الاخباري والتقارير والبيانات مباشرة الى مذيع الذكاء الاصطناعي من اي مكان في العالم لتتم قراءتها مباشر.
٤. الحضور الدائم على الشاشة بدون انقطاع، وهو مفيد لقنوات البث المباشر المستمر.
٥. يمكن تغيير شكله و صوته و ملابسه بسهولة، فيمكن للقناة ان تستخدم مذيع ذكاء اصطناعي جديد مع كل نشرة يتغير شكله و صوته و ملابسه.
٦. يمكن ان يستخدم محرر الاخبار صوته لقراءة نص خلف الشاشة لكن باستخدام واجهة الذكاء الاصطناعي.
٧. يمكن ربط مذيع الذكاء الاصطناعي بمصدر الاخبار العاجلة بالتالي يعمل بشكل ذاتي دون تدخل بشري، فيصبح دور الانسان هو جمع وصياغة الاخبار وارسالها ودور مذيع الذكاء هو قراءتها مباشرة.
٨. التخلص من “المشاكل” التي ترافق مذيع الاخبار البشري المتمثلة في “المرض، الراي السياسي الخاص والذي قد يختلف مع الاخبار، المشاكل بين المذيعين، المشاكل المالية، وغيرها.
بالمقابل يفتقد مذيع الذكاء الاصطناعي الى:
١. عدم وجود التفاعل البشري، حيث يمكن تمييز مذيع الذكاء الاصطناعي مباشرة كونه “جامد الشكل و الاداء” عن الانسان.
٢. الجمهور لم يتقبل بعد فكرة للاستماع الى الاخبار من برامج ذكاء اصطناعية، حيث مازالت الاراء تقف بالضد من الفكرة.
٣. قواعد اللغة العربية و لفظ الكلمات و ترابط قراءة النص والصوت المستخدم ليس جيدا، بل قد يكون سبب في ابتعاد الجمهور عن الاستماع للاخبار.
٤. لا وجود لشركات تجهز هكذا برامج بشكل واسع وقد تكون الاشهر هي شركة بريطانية اسمها “synthesia” وهي مختصة في انشاء قارئي نصوص بشريين بشكل عام، يُستخدمون في مقاطع قصيرة لشركات او منتجات يتم تحميل النص لهم لقراءته لكنهم لا يستخدمون كمذيعي اخبار.
٥. لا وجود لخطة واضحة لتحديث وتطوير مذيع الذكاء الاصطناعي بشكل عام او الاعتماد عليه بشكل اوسع لقراءة الاخبار.

طريق الاعلام للتحول الى الحداثة
مع انتشار ثقافة استخدام الذكاء الاصطناعي في اكثر المهن ستصل الى المؤسسات الاعلامية، وقد تتسابق في توظيف مذيع الذكاء الاصطناعي و الاعتماد عليه بشكل كبير، ضغطا للنفقات وتماشيا مع التوجه العالمي الحديث، بل قد نشاهد في المستقبل قنوات كاملة بدون كادر مذيعين بشريين، وهذا امر متوقع في المرحلة القادمة.
المقال المنشور في موقع منصة التواصل الرقمي، اضغط هنا لمشاهدتها