٤ اشهر مرت وانا بدون ثلاجة وبدون سكر وبدون شوكولاتة وانا وسط لندن، وقد تذكرت بهذا الموقف الحكمة “رب ضارة نافعة” والغريب بانني لم اعد اريد الثلاجة والسكر و الشوكولاتة، لكن لماذا.
اول الامر صدفة
عند الصباح سمعت صوت غريب من المطبخ وبعد الفحص تبين ان الثلاجة قد تعطلت، اتصلت بالشركة وكان يوم جمعة فقالوا سيكون اقرب يوم الثلاثاء لتبديلها بواحدة جديدة، اي بعد ٤ ايام، ويجب ان اتصل واحدد الساعة التي يرسلون بها الثلاجة، و صادف يوم الاثنين ان زار لندن مجموعة من الاصدقاء وكنت انا دليلهم السياحي في المدينة لمدة ١٠ ايام، خلالها كانت الشركة تتصل وانا اغير الموعد لانشغالي حتى قلت لهم لا تتصلوا انا ساتصل بكم عندما افرغ، وبعد عودة الاصدقاء جاء اخرون وانشغلت معهم لعشرة ايام اضافية ايضا، بالنهاية مر ٢٥ يوم وانا بدون ثلاجة، وبدون سكر و شوكولاتة مع تقليل كميات الطعام لان البيت بدون ثلاجة بالاضافة الى اني ولم اكن اجد وقت لتسوقها لانني كنت في في جولات مع الاصدقاء ومن هناك اذهب مباشرة للعمل والنوم المبكر لكي انهض صباحا وابدا بالجولات اضافية معهم، وهنا حدث الاكتشاف المذهل.
تحولات الجسم الجذرية
بعد مرور ٢٥ يوم لاحظت تغيرات جذرية في جسمي فاجأتني وهي
اولا: زيادة بالنشاط مفرطة.
بعد تركي للسكر والشوكولاتة وتقليل كميات الطعام بعد ان كنت من مدمنيها وانقطاعها عن جسمي، اصبحت اكثر نشاطا وشعرت ان جسمي اكثر خفة وراحة و كفاءة الى درجة ان نفس الاعمال التي كانت ترهقني اصبحت لا تؤثر بل اضفت اعمال اخرى الى جدولي وانا مستمر بالنشاط والحيوية العالية.
ثانيا: نزول الوزن والدهون.
خلال ٢٥ يوم فقط فقدت ٨ كيلوات من وزني وانا اتناول كل انواع الطعام التمن والدجاج واللحم وفي اوقات متاخرة لكن النزول استمر فقط لانني تركت السكر والشوكولاتة وقللت كميات الطعام، تفاجات بذلك رغم اني لم اضع برنامج حساب السعرات وتنزيل الوزن، لكن استمر وزني بالهبوط.
ثالثا: انتاج طاقة عالية.
الاكثر غرابة اني شعرت بان طاقتي تزداد يوميا ويجب ان اصرفها لذلك بدات بالرياضة المنزلية، لكي اصرف الطاقة الزائدة التي تولدت من ( انقطاع السكر و الشوكولاتة وتقليل كميات الطعام ) ولم تنفع الرياضة المنزلية فالطاقة تزداد يوميا لذلك عدت الى القاعة الرياضية ليكون جهدي اكثر لتصريفها.
رابعا: وجه وبشرة منتعشة.
بشرتي و وجهي اصبح اكثر انتعاش بعد انقطاع السكر و الشوكولاتة وتقليل كميات الطعام، وقد سمعت الكثير من الاصدقاء يقولون ذلك بعد اكثر من ٢٥ يوم، وكأن طاقات الجسم وعملياته الهضمية انتظمت وبدات تعمل بكفاءة اكثر.
اكتشافات اضافية بغياب الثلاجة
بعد هذه النتائج المذهلة والشعور الرائع قررت ان اقطع السكر والشوكولاتة واقلل كميات الطعام وان اتصلت الشركة مرة اخرى لكي يرسلوا الثلاجة لي لكني طلبت تاجيل الموعد بحجة السفر فقد اكتشفت انني:
اشتري كميات طعام كثيرة لا احتاجها واتناول الطعام للمتعة وتمضية الوقت فقط دون حاجة له او بدل ان يتلف في الثلاجة استهلكه، بالتالي هذه الكميات الاضافية ترهق اجهزتي الهضمية بلا فائدة.
كما لاحظت اني اوفر الكثير من المبالغ المالية المخصصة للتسوق لان اكثر المواد التي اشتريها لا فائدة غذائية منها و هي زائدة عن اللزوم بل ان كميات قليلة لا تحتاج الى تبريد او تجميد استهلكها بنفس اليوم و كمية صغيرة من النواشف او المعلبات كانت كافية جدا ومشبعة ومغذية لجسمي.
دراسة كميات الطعام المطلوبة وبدون ثلاجة وسكر وشوكولاتة
بعد هذا التغيير الكبير في صحتي بدات بالاطلاع على مناهج التغذية والفديوات والمقالات الموجودة في الانترنت وقد صدمت كثيرا عندما اكتشفت
(ان ٦٠٪ من طعامنا لا حاجة له، وهو مجرد انفاق مالي وارهاق للجهاز الهضمي )
وان تقليل كميات الطعام فيه فوائد كبيرة للجسم واجهزته و الصحة بشكل عام، اهمها الوقاية من الامراض المزمنة التي يعني منها الشباب وكبار السن وهي ( السكر والضغط ) واهم اسبابها هي السكريات والشوكولاتة وكثرة الطعام الزائدة عن اللزوم، والى حد كتابة هذه التدوينة اليوم ٢٠ – ٨ – ٢٠٢٤ انا بدون ثلاجة وبيتي بلا سكر ولم اتناول الشوكولاتة، ولان التامين على الاجهزة يتطلب تبديل الثلاجة لذلك ساحصل عليها لكن ساحرص ان تظل فارغة او فيها ما قل من الطعام وزاد بفائدته.