المقال الصحفي كان و لا يزال فن جذاب و مؤثر في الجمهور، بل انت صفحة “مقالات الرأي” و “مقالات الرأي” نفسها لم تلغ من الصحف نظرا لتاثيرها في الجمهور.
ففي السابق كان الجمهور يذهب ليشتري الصحف لقراءتها وقراءة صفحة الراي للاطلاع على الاراء و الافكار المطروحة، لكن مع تطور الزمن هل بقيت الصحيفة هي المكان المناسب للمقال الصحفي وتاثيره في الجمهور و وسيلة انتشاره.
مع ظهور المدونات و المواقع الالكترونية و اتجاه العالم نحو الالكترونيات و صعود جيل القراءة الالكتروني انحسرت الصحف الورقية بشكل كبير وما تبقى منها اما مديونة او على شفير الاغلاق، بالمقابل تنموا المدونات و المواقع الشخصية بشكل سريع و صارت ادوات مؤثرة بالجمهور بنسبة عالية.
تقدم المدونات المواقع الشخصية خصائص تتفوق على الصحيفة وهي:
١ – استمرار انتشار المقال، بضغطة زر يمكن ارسال المقال الى عدد من الاصدقاء عن طريق برامج تواصل مثل ” مجموعات الواتس اب” او ايميل او شبكات التواصل مثل “اكس و ميتا و غيرها” – اما في الصحف الورقية و مواقعها قد يختفي المقال بعد ٢٤ ساعة ان كان ورقيا و ايام ان كان الكترونيا بموقع الصحفية.
٢ – الاطلاع على نوع جمهور القراء و اماكنهم، المدونات تقدم خدمة معرفة تفاصيل قراء المقال من اي محافظة او دولة، عدد القراء، عدد التعليقات و غيرها من معلومات لا يمن للصحيفة الورقية او موقعها الاكتروني ان يقدمه للكاتب.
٣ – خدمة ترجمة المقال للغات اخرى، حيث تقدم المدونة او الموقع الشخصي خدمة ترجمة المقال الى اكثر من ٣٠ لغة بترجمة جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فان اراد شخص من اسبانيا الاطلاع على ما تكتب فيمكن ترجمته بضغطة زر و اعادة ارساله الى اي صديق يتحدث اي لغة، بالتالي تاثير اوسع في جمهور مختلف، الصحف الورقية او مواقعها لا تقدم هذه الخدمة الا بعضها قد يمكنه ذلك.
٤ – امكانية اعادة نشر المقال في اي وقت على مواقع التواصل الاجتماعي و بحسب المناسبات و الاحداث، ففي المدونات المقالات لا تموت بل يعاد نشرها و احيائها بحسب الحاجة بل قد يكون تاثيرها بعد سنوات من كتابتها اكثر، بينما الصحيفة الورقية تدفن المقال و موقعها الالكتروني يصعب الوصول للمقال بعض الاحيان.
٥ – زيادة تاثير الكاتب بالجمهور، فالموقع الشخصي يجعل الكاتب مؤثر مباشر في جمهوره لانهم ينتظرون و يقرؤون مقالاته على موقعه، اما الصحيفة فهي المنصة التي تنشر للكاتب بدونها قد لا يصل الى الجمهور والصحيفة نفسها استخدمت جمهورها ليقرا للكاتب وليس هو من اسس لجمهور قارئ.
٦ – مساحة الحرية في المواقع و المدونات الشخصية اوسع مقارنة بالصحيفة ورقية او الكترونية و التي قد تزيل كلمات و ترفض مواضيع.
٧ – لا يوجد حد لعدد الكلمات المستخدمة في المقال بالمواقع و المدونات الشخصية، بالمقابل الصحيفة لديها ٥٠٠ كلمة كحد اقصى او اكثر قليلا تفرضه على الكاتب.
٨ – امكانية التحديث المستمر للمقال، وذلك بناء حاجة الكاتب و تطور المعلومات و الاحداث ايضا يمكن تغيير اسلوب الكتابة من ناحية ازالة و اضافة نصوص و تغيير العنوان هذا الامر غير متاح في مقالات الصحف.
٩ – يمكن اضافة صور و فيديو و صوت للمقال على المدونة و الموقع الشخصي تسهم في اثراء مادة المقال وتجعله اكثر تاثير بينما موقع الصحيفة لايمكنه ذلك.
١٠ – نشر المقالات في اي وقت و باي عدد، لان المدونة و الموقع تحت تصرف الكاتب، اما الصحف الورقية و مواقعها الالكترونية قد لا تستجيب للكاتب الا بعد اسبوع من ارسال القال و الذي قد يفقده التاثير في الجمهور.
رغم ان الصحيفة الورقية قد خرجت من المنافسة في عالمنا الحديث لكن يمكن التذكير بان جمهور الصحيفة الورقية
١ – محدود بحسب انتشار الصحيفة.
٢ – نوعي جدا لان القليل اليوم يشترون الصحيفة.
٣ – المقال يفقد تاثيره بعد ٢٤ ساعة لان الصحيفة الورقية لن تقرا مجددا الا بحالات نادرة.
٤ – الموقع الالكتروني للصحيفة قد يستخدم نسخ PDF لنشر صحفات الصحيفة بالتالي لا يتعرف محرك البحث على المحتوى الداخلي لها.
الكتابة بالمدونات و المواقع الشخصية “افضل بكثير” من الصحف الورقية، لكن قد يحتاج الى الية توثيق في نقابة الصحفيين حتى تضيف “الصفة الرسمية” للمدونة او الموقع الشخصي كموقع معتمد للكاتب، رغم ان الكثير من المدونات اليوم لا تحتاج الى هذا التوثيق فهي تقدم معلومات مدعومة بادلة او مقالات مؤثرة بالجمهور، بل ان بعضها لديه الية دفع مالي لبيع المقالات للجمهور وهي تحقق ارباح كبيرة.
الخلاصة
قد ينجح المقال في المجلات و الصحف النوعية التي تستهدف طبقة سياسية خاصة او طبقة مفكرة لها علاقة بالقرارات السياسية ولديها الامكانية ان تدفع لتقرأ، على سبيل المثال مجلة “foreign police” المخصصة لفئة محدودة من القراءة، لكن في الصحف الورقية العامة التي تعاني من الافلاس و قلة المبيعات صعب ان نتوقع ان المقال سيصل لقراء كثيرين و يؤثر بهم بالتالي.
احسنت النشر والتشخيص لمرحلة انتقالية مهمة في التاريخ البشري من عصر الثقافة الورقية الى الالكترونية
سلمت يداك
إعجابLiked by 1 person
كل الشكر والتقدير لكلامكم الرائع وهذه حالتنا الحالية النشر الإلكتروني الشخصي أصبح أكثر تاثير من النشر مع الصحف
إعجابإعجاب