مرت على تاسيس الجيش العراقي الباس 101 عام حيث يحتفل العراقيون بهذا اليوم الذي يشير الى اهم حدث في تأريخ العراق حكومة و شعب، الجيش العراقي عرف بتاريخه المشرف على الصعيد الداخلي و الخارجي حيث كان وجوده حاسما في الكثير من المواقف الصعبة التي مرت على العراق و الجار العربي.
ونظرا لعراقة الجيش العراقي و تضحياته يفضل او يجب تقديم له كل التسهيلات و الدعم الذي يمكن تقديمه من الحكومة لتمييز افراده الذين يقدمون ارواحهم من اجل حماية العراق وشعبه.
وهنا نقط مفصلية حيث عانى افراد الجيش “ربط كبيرة و صغيرة” من عدم تقديم ضمانات ومنافع لهم ولعوائلهم، ففي الدول المتطورة يحق لضباط الجيش وجنوده بحسب تعليمات التالي:
التقديم على قروض ميسرة جدا، التفضيل في انجاز المعاملات، توفير الخدمات لهم بشكل سريع و مميز، اسبقية لهم او لابناءهم في الحصول على مقاعد جامعية او التقديم على عمل خارج مهنة الجيش او الحصول على منح، بالاضافة الى الجانب الطبي حيث يقدم لهم التامين المجاني الشامل، والخدمة الطبية المميزة، وتتم رعاية ابناءهم و اهاليهم طبيا بشكل مجاني.
بالاضافة الى خصائص وتسهيلات اخرى تجعل الضابط يشعر بان وطنه وشعبه ميزوه وفضلوه على عامة الشعب وقدموا التسهيلات و الامان لاهله و ابناءه لانه يقدم روحه فداء لامن الوطن.
الامر المهم الثاني “استحقاق الرتبة العسكرية” وهو مهم جدا في رفع مستوى الكفاءة العسكرية و تعزيز الاستحقاق المهني واضافة هيبة و احترام و كفاءة الى مستوى الضابط و الرتبة العسكرية، فعلى مدى الحكومات المتعاقبة كانت الرتب العسكرية تهدى من قبل الحاكم الى مجموعة عسكريين قد لايستحقونها، او يتم ترفيع مجموعة بسبب قربها من صاحب القرار على حساب اخرين خاضوا حروبا و دخلوا معارك و لديهم تجارب ميدانية كثيرة، بالتالي يتم تسويه صاحب التجربة القتالية مع من لم يخضها او تسليم مناصب مهمة لاشخاص غير كفء بناء على الولاء و الصداقة المسبقة.
كذلك نظام الترفيعات المستمر الذي قد يركز على الرتب الكبيرة قبل الصغيرة الامر الذي ادى الى تكدر الرتب حتى اصبحت رتبة “فريق” في الجيش العراقي هي اعلى نسبة في العالم دون ان تكون لهم ادوار عملية او واضحة.
اذا نحتاج الى اصلاحات جوهرية في بنية المنظومة العسكرية الداخلية لكي يتم تقديم منافع و تفضيلات و تسهيلات للعسكريين العراقيين مع فرض اجراءات صارمة على عملية الترفيع للرتب حتى تبقى الرتب العالية لمستحقيها الحقيقين المضحين و المتميزين في عملهم.
امر جوهري اخر وهو الانتساب للجيش حيث يتم على شكلين الاول هو ان يتطوع خريجو الجامعات في السلك العسكري وهو امر جيد او ان يتطوع خريجو الاعدادية من اصحاب المعدلات المنخفضة الى الجيش “كأن الجيش اصبح ملاذا لغير الناجحين في دراستهم او لغير المؤهلين فكريا للدخول الى الجامعات و المعاهد يتم ارساله الى الجيش” وهذه جريمة بحق هذه المؤسسة، فيفضل وضع شروط للانتساب للجيش العراقي منها، الكفاءة الفكرية و الدراسية و ان يتم اختبار ذكاء المنتسب و استقراره النفسي، ومنطقية تفكيره حتى يتم قبوله.
اذا على الحكومات القادمة ان تدخل تحديثات جوهرية فكرية و عملية في المؤسسة العسكرية العراقية العريقة كي تطورها و تحفظها هيبتها و تجعلها في عيون الشعب مؤسسة لانتساب الشجعان اصحاب الفكر النير والروح الوطنية العالية.