تَعمل القنواتُ الفضائيةُ بأنواعها على جذب أكبر عدد من المشاهدين عن طريق تقديم أسلوب جَديدٍ للصورة الإعلامية ومُحتوى الرسالة الإعلامية، وهذا الأسلوب الجديد يُعطي للقنوات الفضائية شخصية إعلامية مُختلفة ومُتميزة تُسهم في زيادةِ تأثير الرسالة الإعلامية، بذلك يشعر المشاهد بأنه يُتابع ما هو جديد ومُختلف عن باقي القنوات الفضائية، ولتحقيق تأثير الصورة ومُحتوى الرسالة الإعلامية، يَجب على القناة الفضائية إيجاد قسم يَختص بالتفكير والابتكار لكل ما هو جَديد ومُتميز ومُناسب لشخصيةِ القناة الإعلامية ورسالتها وجُمهورها المستهدف. أما إذا تشابه مُحتوى الرسالة الإعلامية لقناة مُعينة مع باقي القنوات الفضائية، فيتم على الأقل العمل على اختلاف الصورة الإعلامية المتكونة من شكل الاستوديو والألوان وطريقة التصوير، وهنا تكمن المعضلة؛ لأن بَعض المستثمرين والمديرين يَنسخون هذه الأفكار من قنوات فضائية كبيرة في الساحة الإعلامية، مثل الألوان وأشكال الاستوديوهات وأساليب التصوير التي تكون جَميعها الصورة الإعلامية للقناة الفضائية، بمعنى قطف ثمار أفكار الآخرين وجُهودهم واستخدامها دون إذن مُسبق. إن هذا النسخ المباشر يُسبب فقدان شَخصية القناة وصورتها الإعلامية، وبالتالي يؤدي إلى ضعف تأثيرها على الجمهور المستهدف وخسارة المنافسة مع باقي القنوات الفضائية؛ لأن المشاهد يَشعر بأنه يُتابع نُسخة ضَعيفة من قناة أخرى تم نَسخ أفكار صورتها الإعلامية، وهذا يُظهر ضَعف القناة الفضائية في ابتكار ما هو جديد ومُناسب لشخصيتها وتوجهاتها، وعجزها عن التفكير باستقلالية. نَسخ أفكار الصورة الإعلامية عن طريق أخذ نتائج تفكير الآخرين وجهودهم وتطبيقها مُباشرة يُظهر صورة إعلامية مُشوهة؛ لأن ذلك يتم دون مَعرفة ما هي المستلزمات المطلوبة للوصول إلى نفس مُستوى صُورة القناة التي تم نَسخ أفكار صُورتها الإعلامية، وما هي الخطوات التي تمت من حيث طريقة اختيار نوعية الكاميرات وعددها ونوع الإضاءة ودرجة حرارتها، وما هي الألوان المستخدمة ودرجاتها الدقيقة بالأرقام، والتي تتوافق مع باقي المكونات وتنسيقها جميعاً مع استوديو التحكم، وأيضاً دون المرور بالعدد الكبير من التجارب الفاشلة والناجحة للظهور بالصورة النهائية المناسبة، فقد تكون القناة التي تم نسخ أفكارها قد قامت بأكثر من 50 مُحاولة لتنسيق صُورتها الإعلامية النهائية، أما القناة النساخة لهذه الصورة فلا تملك القُدرة على عَمل نفس التجارب، وقد يتطلب الأمر الاستعانة بشركات وخُبراء مُختصين للوصول إلى النتيجة النهائية للصورة الإعلامية للقناة في الشاشة. عليه فإن عَدم المرور بهذه التجارب الطويلة والمكلفة بالمال والوقت، يُظهر الصورة الإعلامية مُشوهة للقناة الفضائية مَهما كانت المحاولات كثيرة لتصحيحها وتطويرها، بل قد تكون هذه المحاولات مُكلفة بالمال والوقت أكثر، إن البديل الجيد والحَل الأفضل للوصول إلى نتائج مُرضية هو استيراد الأفكار المكونة للصورة الإعلامية بدلاً من نَسخها، خصوصاً إذا كانت القناة لا تملك الوقت والدعم المالي الكافي للابتكار؛ لذلك يتم استيراد الصورة الإعلامية؛ حَيث تأتي مَع خُبرائها وأدواتها ومكوناتها وتجاربها كافة. إن استيراد الأفكار المكونة للصورة الإعلامية يُعطي إمكانية التغيير والإضافة لمكونات الصورة الإعلامية، وذلك بحسب مُتطلبات القناة الفضائية ونوعها إن كانت إخبارية أو عامة، وأيضاً إمكانية التطوير لفكرة الصورة الإعلامية في المستقبل ورفع مُستواها بالاستعانة بكادر القناة الداخلي، فعندما يكون أساس بناء الصورة الإعلامية للقناة قوياً يمكن أن يتم تطويره بشكل سَهل وسريع والخروج بنتائج تكون أفضل دائماً، بذلك يُمكن للقناة الفضائية أن تتميز حتى لو كانت جديدة على الساحة؛ لأن الصورة الإعلامية تُضيف تأثيراً قوياً على المشاهد يُقارب تأثير مُحتوى الرسالة الإعلامية. بالنهاية يمكن القول إن نجاح أي قناة فضائية يعتمد على عدد المشاهدين، ولتحقيق هذا الشيء يجب أن تقدم القناة الفضائية نفسها على أنها مُختلفة عن الباقين، فإن على الأقل بصورتها، فإن تشابهت مع باقي القنوات ونسخت أفكارهم حكم عليها بالفشل
افكار الصورة الاعلامية بين النسخ و الاستيراد
