المتظاهرون و الاحزاب متوازيان لا يلتقيان استمر عدم النجاح الحكومي في ادارة الدولة منذ عام ٢٠٠٣ حتى اليوم مؤديا الى كوارث حلت بالعراق ليصبح باعلى قائمة الدول الفاشلة ما ادى لخروج تظاهرات كبيرة في عموم البلاد تطالب بالاصلاح و اختيار رئيس وزراء قادر على تغيير الواقع المتردي. لكن اختلف الطرفان الاحزاب السياسية و المتظاهرين على شروط اختيار شخصية رئيس وزراء بشكل جعلهما خطان متوازيان لا يلتقيان. من وجهة نظر الاحزاب يجب ان تتوافر بعض الشروط الاساسية في رئيس الوزراء المكلف وهي: ان يكون من قيادات الصف الاول في المهجر او من كوادر الحزب الولائية جدا، من اقارب احد القياديين البارزين، زوج او متزوج من عائلة قيادي معروف للطبقة السياسية، من العاملين في الدولة لكنه مرشح من الاحزاب و موثوق ومقرب جدا. الغاية من هذه الشروط: ان لايتخذ قرارات او يصدر اوامر غير معروفة مسبقا للاحزاب، توافر عناصر الضغط و التاثير عليه لضمان تغيير قراراته ان لزم الامر، ان يحافظ على سيطرة الاحزاب السياسية بالضمان المتبادل “الاحزاب تعرف حدود قراراته و هو يعرف الخطوط الحمراء”. الهدف: ضمان عدم ازاحة الاحزاب من السلطة واستمرار سيطرتها على الجانب السياسي و الاقتصادي. نتائج الشروط و الغاية و الهدف الخاصة بالاحزاب: شخص لايتوافق مع مطالب الشارع المنتفض لان عوامل التاثير عليه اقوى من تاثيره على الاحزاب السياسية بالتالي لن يرضي المتظاهرين ولن يتخذ قرارات حاسمة تنتج تغيير جذري. اما شروط المتظاهرين في اختيار رئيس الوزراء هي: من عراقيي الداخل ولايحمل جنسية اخرى، خارج دائرة الاحزاب كليا وغير منتمي لها اطلاقا، غير مقرب من القيادات الحزبية وليس من اقاربهم بأي شكل، لاتوجد عليه تأثيرات او املاءات. الغاية من هذه الشروط: رئيس وزراء بسلطة وحرية عمل واسعة، يتخذ قرارات لاتتاثر بالضغوطات، ينفذ مطالب الشارع وان اصطدمت بالمصالح الحزبية، يساهم في تغيير الطبقة السياسية بالسلطة. الهدف: تحقيق اصلاحات سريعة مؤثرة جذرية و حل لازمات كبيرة وتغيير للواقع السيء في البلاد نتائج اختلاف وجهة نظر الاحزاب و المتظاهرين: استمرار التظاهرات السلمية الدستورية المطالبة بالتغيير الشامل، رفع سقف المطالب، وعي المجتمع بان التغيير يمكن فرضه وليس طلبة، ضغط مستمر على الحكومة. ان النتائج النهائية لهذا الصراع الدستوري بين المتظاهرين و الاحزاب هو: تحقيق مطالب المتظاهرين و تحقيق التغيير مهما طال الزمن لان الحكومة لا تستطيع كبت واخفاء رأي الشارع المنتفض. نقطة مهمة: مايحدث الان من توقف للتظاهرات يفسر علميا: تحول الرأي العام الى كامن لينتظم ويصبح في اقرب فرصة رأي عام فاعل وهذا النوع لا يتوقف حتى يتمم اهدافه.
المتظاهرون و الاحزاب خطان متوازيان لا يلتقيان
