المتحف البابلي الكبير في محافظة بابل

محافظة بابل العراقية اسم يعود لالاف السنين والمرتبط بالحضارة التي كانت مركزا علميا وثقافية عالميا والتي ذكرت في الكتب السماوية، قامت على اسس مدينة بابل و امبراطوريتها التاريخية مدينة حالية تملك ماتبقى من الحضارة التي سادت سابقا وهو ارث تاريخي مهم وكبير.

لكن محافظة بابل التي تعاني كباقي المحافظات من نقص في التمويل المالي من المركز ونقص في الخدمات و البنى التحتية وضعف توفر فرص العمل و السياحة وغيرها هي في نفس الوقت تجلس على كنز كبير لا يستخدم بشكل صحيح.

فالمحافظة البابلية لاتمتلك متحف كبير مركزي متميز عن باقي متاحف العراق “ان وجدت في باقي المحافظات” يختص باثار بابل و علومها و ثقافتها، وبما هو اكبر واكثر ثراء ومحتوى من متحف نبوخذ نصر الحالي في المحافظة.

وهو امر مؤسف و معيب على الجهات المسؤولة التي لم تفكر في انشاء متحف مركزي كبير جدا يكون معلم سياحي ثقافي علمي تعليمي للساكنين في المحافظة و المهتمين بتاريخ بابل في باقي المحافظات و للاجانب السياح و المختصين بتاريخ بابل.

ان انشاء متحف مختص بتاريخ واثار بابل هو فكرة تجارية ثقافية علمية مميزة جدا و جاذبة للسياحة الداخلية و الخارجية و مؤسسة لفرص عمل كبيرة.

فتخيلوا بابل المحافظة تملك المتحف البابلي الاول بالعالم كيف ستكون لامعة وكيف ستجذب استثمارات لتحيط بالمتحف المركزي مثل المطاعم و الفنادق و الشوارع التجارية وتنشط حركة النقل من والى المتحف وكيف اعداد الزائرين للمحافظة ستزداد بشكل كبير كل هذا و اكثر فقط اذ اسس متحف مركزي كبير يختص بالبابليات حصرا.

وليست هذه الفكرة جديدة لانني و من خلال زيارتي الى عدد من متاحف لندن لاحظت ان المناطق المحيطة بالمتحف تنشط تجاريا و ان السياحة بنوعيها العلمي “الباحثين و الدارسين و السياح العاديين” انتشروا في المناطق المحيطة بالمتحف و ارتفع النشاط التجاري في هذه المناطق.

حتى فكرة المتحف لم تعد كما في السابق يختص في عرض الاثار فقط بل الان صار المتحف يصنع للزائرين “روحانية زمانية” اي العودة بالزائرين الى الماضي من خلال الاضائة و الالوان و اساليب العرض و الشرح عن الاثار المعروضة وتسلسلها الزمني و كيف كانت تستخدم وكيف تطورت، كذلك عرض اساليب العيش في بابل عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم مع امكانية الاستماع الى اللغة البابلية و ارتداء العاملين الزي البابلي السابق وغيرها الكثير التي تجعل الزائر يدخل في رحلة زمنية مشوقة روحانيا.

كذلك المتاحف الحالية صارت مكانا لعقد اجتماع الاثاريين و الباحثين و الدارسين فهي تحوي مكتبة كبيرة و مكان مخصص للدراسة و الاجتماعات يمكن استئجارها مع كافتريات متعددة و مطعم مركزي و سينما علمية تعرض افلام مجانية عن تاريخ بابل.

بالمقابل يمكن الخروج من المتحف للدخول الى اثار بابل الفعلية و التي “خرجت من قائمة التراث العالمي منذ زمن” وهو امر محبط و معيب على كل من يترأس الوزارات المسؤولة الان، لكن مع ذلك خروج السياح من المتحف ليتوجهوا الى موقع قصور بابل هو امر لافت و مميز يضيف متعة اكبر للسياح.

اذا يبقى السؤال “لماذا لا يتم انشاء المتحف البابلي الكبير” و الذي يتناسب مع اسم و تاريخ المدينة ! الى متى تستمر العقول المسؤولة عن تطوير محافظة بابل باعتمادها بشكل كبير على مصادر دخل تقليدية “الدعم المركزي للمحافظة و المعتمد على تصدير النفط” واعتبار السياحة وغيرها من مصادر الدخل “ان وجدت” مصادر دخل ثانوية !

ان الدول المتحضرة تتصارع فيها المحافظات و المناطق للحصول على ترخيص انشاء متحف لتمتاز عن باقي المناطق و المحافظات و تكون عنصر جذب للاستثمار و السياحة و هما مصادر دخل تعود للحكومة المحلية والتي تنعكس على تطورها و اعمارها دون العودة الى الحكومة المركزية.

اذا هل سيفكر المسؤولون بتغيير وتطوير فكر الاستثمار و الدخل ام انهم سيستمرون بالاسلوب القديم، انتظار الدعم المالي المركزي فقط.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: