‏الارادة العراقية المفقودة

بعد العيش في امريكا و بريطانيا و الاطلاع على الكثير من تجارب النجاح و الكفاح لمواطني و قادرة هذه الدول للوصول الى ان تكون دول عظمى استطيع القول ان هناك ارادة كبيرة لدى القادة و الشعوب في هذه الدول للابتكار و الطوير و التغيير و العمل على كل ماهو جديد.

ففي كل زيارة لمتحف او قراءة عن تاريخ منطقة او الاطلاع على حدث اجد عنصر الارادة الذي حرك الجماهير و المفكرين وحفزهم على الصراع ما التخلف و الجهل و النمطية و الافكار البدائية وغيرها من العوامل الهدامة للمجتمع او التي تمنع تقدم عجلة التطور.

عند المقارنة مع العراقيين اجد ان مفهوم الارادة كفكرة او شعور او عمل ضعيف جدا ومشتت و مؤقت و هو لايرتق الى ان يكون فاعلا كبيرا في المجتمع او في داخل الفرد، ان امثلة الارادة كثيرة ومتنوعة ولها تفسيرات عديدة لكن يمكن اعطاء امثلة بسيطة جدا كذكر المسؤولين العراقيين الحاليين فعندما يشاهدون خطا او خلل او عدم تطبيق اجراءات لا يصممون او يتحركون بقوة لردع و منع هذا الخطا او الخلل الا بما قل و دل باجراء لا يوقف التسيب بل يؤخر ظهوره، وقد يجادل البعض بان قبل عام ٢٠٠٣ كان الوضع افضل والجواب كلا لان اكثر المسؤولين كانوا يسيرون الامور ولا توجد ارادة لابتكار او احداث تغيير جذري في منظومة المعاملات او الخدمات او الطرق، فمديرية التقاعد على سبيل المثال ظلت تعمل بنفس الاسلوب و النظام والشكل الذي استحدثها الانجليز مع تاسيس الدولة العراقية و الى اليوم ماعدا اضافات كانت لحاجة او ضرورة معينة لم تغير جوهر العمل او تسهل بقيت المنظومة الاساسية و الثانوية على حالها مع اضافة طفيفة لالية العمل، فكيف يمكن يفسير ذلك بغير ضعف الارادة، وهذا الامر ينطبق على الكثير من المجالات، الية اصدار اجازات السوق منذ تاسيس الدولة العراقية الى اليوم هي نفس الالية مع اضافات غير جوهرية تستورد من الخارج لان الداخل لا يفكر او يغير او يطور يبقي الامر على حاله.

شخصيا لا اعرف كيف ولدت هذه الارادة هل هي بسبب البيئة او الطعام او الجينات وقد تكون المادة الدراسية او التحديات، لا اعرف لكن عند المقارنة نجد ان لدى الشعوب الغربية والشرقية نفس المستويات اي التحديات و الصعوبات و غيرها بمعنى ان نفس الانسان واجه نفس المشكلة في مكانين متشابهين بنسبة معينة، اذا لماذا الاول يتطور ويغير و يبتكر و يتقدم و الثاني يبقى على حالة و لايغير الا باستيراد و العمل على مايفكر فيه ويفرضه الاول !.

رغم وجود الكثير من الشروحات والكتب عن الارادة وصنعها و تطويرها و زراعتها لكن تبقى جميع هذه المصادر غير كافية لتقدم اجابة عن سبب الوجود الفعلي للارادة في اشخاص و دول وعدم وجودها في اخرين.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: