التربية المنزلية للاطفال و احترام النظام و القانون

خلال عيشي في دولتين عظمتين ” امريكا و بريطانيا ” لاحظت كثيرا احترام المواطن للنظام و القانون وليس تحت الرقابة و الكاميرات و وجود الشرطي بل حتى في غياب هذه الرقابة هناك احترام بنسبة عالية، اما بالنسبة للاطفال فالمجمعات التي تسكنها اكثرية مواطني الدولتين كانت هادئة جدا ليس فيها ضجيج او عبث وهذا الامر استوقفني للبحث فيه.

فقد لاحظت وسمعت ان التربية الطفل في هذه الدول تبدأ من الام اولا والتي تمنع منعا باتا وصارما و شديدا جدا الطفل من التصرف بعشوائية و ان يثير الضجيج و العبث في البيت و في البيئة التي يكون فيها مثل الحديقة و المدرسة وغيرها، فالتربية الشديدة و الصارمة للطفل تزرع في داخله الانتظام و ان يفهم منذ الصغر ان هناك ضوابط وان كلمة “قف” و “كلا” تثير الرعب و الخوف و الاحترام للام و العائلة و البيئة.

وهو العكس و النقيض تماما من تربية الاطفال في العالم العربي و التي تجعل الطفل مثير للقلق و الانزعاج بل يجعل تواصل العائلة مع الاصدقاء صعب بسبب تحركاته غير المنضبطة و العشوائية.

هذا الطفل الذي تربى على العشوائية والعبث في المنزل وشاهد ضعف الرقابة و السلطة للام و الاب فامن العقاب وساء الادب وانتقل بهذه المفاهيم التي تربى عليها الى مرحلة البلوغ و النضوج، فصار احترام القانون و النظام في بلادنا “ليس كلها لكن في جزء منها” صعب الضبط وقد يؤمن في بعض الاحيان بان خرق النظام و القانون هو جزء من الحالة الطبيعية.

ورغم ان مفهوم احترام القانون و النظام يخضع لعدة عوامل منها الوعي الشخصي و التربية المدرسية و المجتمعية وغيرها الكثير لكني اركز على دور الام و الاب في بناء شخصية الطفل.

اما تربية الاب فتبدأ من سن ١٥ “اقل او اكثر بحسب الحالة” ولكن في هذه الاعمار يبدأ دور الاب و الذي يشرف ايضا على تعليم الابن كيفية الاحترام و التقدير و التصرف للمراهق او المراهقة وهو الامر الذي ينعكس على تصرفهم تجاه النظام والقانون في المجتمع.

وهنا السؤال ( هل تصلح الام ان تكون اما و هل يصلح الاب ان يكون ابا )، في العالم الغربي وهو ما شاهدته هناك نهج متبع هو ان الام و الاب و المدرسة يعملون بالتزامن لتربية الطفل ليحترم النظام و القانون منذ الصغر ليكون جزء من مفهومه و حياته وتصرفاته، وقد لا اعرف من بدأ اولا المدرسة التي خرجت اطفال منظمين يحترمون النظام و القانون او ان الام و الاب خضعوا لدورات اهلتهم ليكونوا مربين جيدين، لكن في النهاية التقت جهود الام و الاب و المدرسة في صناعة انسان يحترم النظام و القانون منذ الصغر.

ولا اجزم ان كل عمليات التربية للاطفال ناجحة وقد انتجت انسان يحترم النظام و القانون لكن هناك نسبة كبيرة من النجاح ادت الى تطور الدول التي اشرفت على تربية اطفالها بشكل صحيح.

الخلاصة ان طرق تربية الام و الاب للاطفال تجعلهم منتظمين منذ الصغر وتزرع فيهم احترام القانون و النظام الى ان يصبحوا بالغين، وهنا لن تواجه المنظومة الحكومية صعوبة في ادارة المجتمع لان اكثره يحترم النظام و القانون بالتالي يحققون نتائج اعلى في التقدم و التطور.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: