هل نحاسب المسؤولين على الوعود الكاذبة وغير المتحققة

متظاهرون في ذي قار يقتحمون دائرة الكهرباء بسبب نقص تجهيز التيار الكهربائي، كان هذا نص الخبر الذي قراته خلال نشرة الاخبار تذكرت فيه خبر اخر قبل ١٣ يوم فقط يظهر فيه وزير الكهرباء المكلف “يكرر وعود” من سبقه من وزراء الكهرباء حيث قال (توفير الكهرباء لكل العراق، والوزارة جاهزة لموسم الصيف، وسندفع ديون الغاز الى ايران) في مؤتمر صحفي يهدف الى “تطمين المواطنين بتوفير الكهرباء و اعلامهم ان الوزارة متهيئة لمواجهة ازمة الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة”.

لكن خلال ١٣ يوم من تصريح الوزير المكلف ارتفعت درجات الحرارة و انقطع التيار الكهربائي اكثر و اقتحم المتظاهرون دائرة الكهرباء، اذا من يحاسب الوزير على وعوده ! وكيف له ان يطلق تصريحات لتهدئة المواطنين الغاضبين وقتيا، ان هذا التصرف غير مقبول من قبل مسؤول حكومي بدرجة وزير.

من الواجب على الحكومة “ان كانت رشيدة” ان تفرض ٣ انواع من التصريحات الصحفية على الوزراء لكي يكونوا واضحين وصادقين امام الجمهور.

اولا: عدم اطلاق وعود كبيرة لايمكن تحقيقها، ويجب على المسؤول ان يتأكد من توفير الموارد الكافية و الكوادر قبل اطلاق اي “وعد للجمهور” وان ينفذ ٥٠٪ من وعده وان حدث طارئ اضطر الوزير عن ايقاف تنفيذ هذا الوعد يخرج بمؤتمر صحفي ليضع الحكومة المركزية او المحلية او الجهات المسؤولة عن تعطيل مشروعه امام الامر الواقع ولاحاطة الجمهور باسباب الايقاف مباشرة، وليس بعد انتهاء واجبه الرسمي.

ثانيا: عند استلام اي منصب واضطرار المسؤول الى اقامة مؤتمر صحفي لاي سبب يجب عليه ان يستخدم كلمات “تظهر رغبته بالاصلاح و التطوير وتوفير الخدمات لكن ليس اطلاق وعود للمواطنين” وعلى سبيل المثال يجب استخدام “سنحاول، نسعى الى توفير او تحسين، سنطلق جهود الاصلاح باسرع وقت، الكوادر جاهزة تهدف الى رفع المستوى وماشابه ذلك من كلمات” ليست وعود صريحة بل سعي الى التحسين كون المسؤول استلم المنصب حديثا و لا يعرف ماهو وضع الدائرة او الوزارة.

ثالثا: اعتماد الوعود الصغيرة او البسيطة، بمعنى ان المسؤول المكلف يعد المواطنين باصلاح او تطوير بعض الخدمات وليس كلها، جزء من الاجراءات وليس جميعها، قسم من المتطلبات، وان يقدم بشكل دوري ماتم تحسينه وتطويره واصلاحه للجمهور عن طريق وسائل الاعلام الخاصة بالوزارة او المؤسسة او عن طريق مؤتمر صحفي او المكتب الاعلامي.

من المهم ان يدرك المسؤول و الحكومة المحلية و المركزية و الجهات الرقابية ان “اطلاق الوعود الى المواطنين” مسؤولية كبيرة جدا، فالمسؤول يمثل حكومة و تنصله عن وعوده يعني تنصل حكومة كاملة عن وعودها للمواطنين، فان كانت الحكومة ومسؤوليها “لايصدقون مع مواطنيهم” فهذا خلل كبير في مفهوم الدولة المكونة اصلا من شعب وحكومة !.

ان ثقافة و فهم استخدام “التصريحات و الوعود الحكومية” غير موجودة بالعراق بسبب “الجهل الثقافي لدى الطبقة الحاكمة” و “عدم وجود محاسبة من جهات رقابية” بالتالي اي مسؤول ياتي للسلطة يطلق تصريحات هائلة و كبيرة قد لايستطيع تحقيقها بعد ٢٠ عام!.

معروف ان المسؤولين يستخدمون هذا الاسلوب “الوعود والتصريحات الكبيرة” للتسويق و تهدئة الجماهير الثائرة من نقص كل انواع الخدمات، وبعدها ان فشلوا في تحقيقها “وهو امر مؤكد” يبدؤون بالقاء اللوم على الجهات الاخرى “كما هو الحال دوما” او على المؤامرات الاقليمية والماسونية العالمية والطاقات الكونية فقط لاخراج نفسهم من الاعتراف بأنهم كانوا على خطأ، وان وعودهم اكبر من تحقيقها، وانهم لم يصدقوا مع جماهيرهم.

الإعلان

نُشر بواسطة husamaltaee

News anchor and a presenter in Television

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: